قصة الملا هادي السبزواري ورفضه لهدية الشاه القاجاري

السبت 25 أغسطس 2018 - 09:21 بتوقيت غرينتش
قصة الملا هادي السبزواري ورفضه لهدية الشاه القاجاري

شخصيات خالدة – الكوثر: قصة امتناع الملا هادي السبزواري من استقبال ناصر الدين شاه القاجاري ورفضه لهديته.

 

عندما سافر ناصر الدين شاه القاجاري إلى خراسان، كان أهل كل مدينة يمر بها يخرجون لاستقباله عندما يدخل المدينة ويودعونه عندما كان يخرج منها.

وعندما دخل مدينة سبزوار خرج أهل المدينة لاستقباله، إلا الحكيم المولى هادي السبزواري، وكان ناصر الدين شاه يتوق إلى رؤيته في هذا السفر، والتحدث معه مما سمعه عنه. فلما لم يجده بين المستقبلين، صمم على أن يذهب هو إليه، فقالوا للملك: إن الحكيم لا يرغب بلقاء الملك أو الوزير. فقال ناصر الدين شاه: إن الملك يرغب بلقاء الحكيم، فأخبروا الحكيم السبزواري بأمر الزيارة.

وفي يوم الموعد المحدد توجه الشاه مع أحد ندمائه إلى منزل الحكيم، فرأى بيته بسيطاً، ومحتوياته مثله. وأثناء الحديث قال الشاه:

لكل نعمة من النعم شكر، شكر نعمة العلم التدريس والإرشاد، وشكر نعمة المال الإعانة والإغاثة، وشكر نعمة السلطنة قضاء الحوائج، لهذا فإني أرغب أن تطلب مني شيئاً لأوفق للقيام به.

فامتنع السبزواري عن طلب شيء، فأراد الشاه أن يأمر بإعفاء أرضه الزراعية من الضريبة لو طلب منه ذلك.

فأبى السبزواري وقال:

"إن الضرائب المفروضة على سبزوار محددة، لا يمكن أن تنقص، فإذا خففت الضرائب المفروضة على أرضي أو أعفيت أرضي منها فستدفعها اليتامى والأرامل".

حينها قال الشاه:

أريد أن أتناول طعام الغداء اليوم معك، وأريد أن آكل من الغداء الذي تأكله كل يوم، فأرجو أن تحضر المائدة.

أحضروا له طعامه، وكان طبقاً يحوي قرصاً من الخبز، وإناءاً من اللبن، وقليلاً من الملح، فقال الحكيم السبزواري للشاه:

"مدّ يدك؛ فإنه طعام حلال، لأنه نتيجة تعبي، فأنا الذي قمت بزراعته".

وحين ذاق منه الشاه شيئاً فشيئاً، وجده طعاماً خشناً، لم يتعود على مثله، فاعتذر عن تناوله، إلا أنه أخذ قليلاً من الخبز معه تبركاً وتيمناً به.

وبعد لحظات غادر الشاه المنزل وقد تملكته الحيرة والدهشة من شخصية هذا الرجل العظيم.