لم يشفع له تطبيله وتصاعدت ردود الفعل على تغريدات مثيرة للجدل، كتبها “الفوزان” ـ المعروف بولائه لابن سلمان ـ على حسابه في موقع “تويتر” قبل أيام قليلة، بحيث وصلت إلى الحديث عن إمكانية فصله من جامعة محلية عريقة يدرس فيها أحد التخصصات الشرعية.
وكان الداعية السعودي المعروف قد أثار جدلا واسعا منتصف يوليو الجاري بسلسلة تغريدات وعظية، اعتبرها البعض وبينهم نخب ثقافية ودينية، تحريضًا على الدولة وقراراتها الأخيرة المتعلقة بالانفتاح على الفعاليات الفنية والترفيهية.
وقال “الفوزان” حينها إن هناك حرباً شعواء على الدين الإسلامي، دون أن يحدد مكان تلك الحرب وأطرافها، ما فتح المجال واسعًا للتفسيرات التي ذهبت لدى البعض إلى اعتبار حديث الفوزان تحريضًا على الدولة.
الفئة الضالة والخوارج
ونقلت صحيفة “الرياض” السعودية عن مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، سليمان أبا الخيل، قوله إن الجامعة التي يدرّس الفوزان في المعهد العالي للقضاء التابع لها، الفقه المقارن، تتابع ما كتب عضو هيئتها التدريسية من تغريدات وما أعقبها من ردود.
وقال “أبا الخيل” إن ما قام به الفوزان دون أن يذكر اسمه بشكل صريح، “يعتبر تدخلًا فيما لا يعنيه”، بدعوى النصح في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف أن عضو هيئة التدريس في الجامعة، في إشارة إلى الفوزان، سيتم التعامل معه بحزم من قبل إدارة الجامعة، وبما “تنص عليه الأنظمة والتعليمات”.
وأوضح مدير جامعة الإمام محمد بن سعود، أن “هذه الطرق المخالفة التي سلكها هذا الأستاذ قد تستغل من المنتمين للفئة الضالة والخوارج والمنتمين لتنظيم جماعة الإخوان وأشياعهم وأضرابهم من أعداء الدين والدولة والوطن”.
حسبنا الله ونعم الوكيل
واعتبر عدد من المتابعين للداعية الفوزان، أحدث تغريداته التي كتبها السبت عقب حديث مدير جامعة الإمام، مؤشراً على إمكانية مواجهته عقوبات من الجامعة دون أن يتضح إن كانت قد تصل حد الفصل من الجامعة.
وقال الفوزان في تغريدة لقيت تفاعلاً لافتاً من متابعيه الذين يتجاوز عددهم مليون متابع، “أحبتي في كل مكان لا تنسوني من صالح دعواتكم وحسبنا الله ونعم الوكيل”.
تغريدات “الفوزان” التي أطلقها منتصف الشهر الجاري، تسببت في هجوم عليه رغم عدم توجيه أي انتقاد للنظام إلا أن الذباب الإلكتروني وبأوامر مباشرة من شخص مسؤول سارع للهجوم على الداعية بتويتر وترويج فكرة انتقاده للنظام بأسلوب مقصود.
وظهر ذلك جليا في رد المحامي والكاتب السعودي عبدالرحمن اللحام على تغريدة الفوزان حينها، والتي وصفها بـ”التحريضية”، مذكرًا الداعية في تسجيل مصور، حضوره حفلًا لتوزيع جوائز في إسبانيا، إلى جانب فتيات “متبرجات”.
يشار إلى أنه وعلى خطى مفتي المملكة وبكبسة “زر” من “ابن سلمان” ومستشاره “دليم”، خرج الداعية السعودي عبدالعزيز الفوزان، في سبتمبر الماضي لـ”يجرم ويحرم” المشاركة في مظاهرات ضد “آل سعود” دعا لها ناشطون بتلك الفترة.
وبأوامر مباشرة من الديوان الملكي وخوفا من مصير زملاءه المعتقلين، غرد “الفوزان” عبر حسابه الرسمي وفقا لما رصدته (وطن) حينها ما نصه:”#حراك_15_سبتمبر اللهم جنبنا الفتن ماظهر منها ومابطن اللهم من أراد ديننا وبلادنا وأمننا بسوء فأشغله بنفسه ورد كيده في نحره واكفنا شره بما شئت”.