لا منافسين لنبيه بري في انتخابات رئاسة المجلس

الخميس 5 إبريل 2018 - 09:58 بتوقيت غرينتش
لا منافسين لنبيه بري في انتخابات رئاسة المجلس

لبنان _ الكوثر: الأكثرية المتوقّعة لتبني ترشيح بري للمرة السادسة. الانتخاب مضمون، لكن الحسابات تنصبّ حول عدد النواب، في ظل قراءات ومعلومات تستند الى احصاءات تفيد أن بري سينال أكثر من مئة صوت هذه المرة.

كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن رئاسة ​المجلس النيابي​ بعد الانتخابات المقبلة في السادس من آيار. لم يطلقه رئيس ​اللقاء الديمقراطي​ النائب ​وليد جنبلاط​، بل أضاء عليه، بعدما لمس زعيم "التقدمي"وجود حملة سياسية سرّية تستهدف رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​، لمنع وصوله الى سدة رئاسة المجلس مرة جديدة. أشار جنبلاط بصراحته، الى دور رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ ووزير الخارجية ​جبران باسيل​. هبّ "الشيخ سعد"وفريقه السياسي للتبرؤ من "التهمة". لا نية، ولا صحة لمضمون الاتهام الجنبلاطي، قالها أركان تيار "المستقبل". لكن الفريق "البرتقالي"آثر الصمت.

فلنفترض السيناريو المحتمل لانتخابات رئاسة المجلس. بحسب الاستطلاعات والدراسات، لن يخسر "الثنائي الشيعي" مقاعده الموزّعة في دوائر عدة. في حال الخسارة، ستكون محدودة في المقاعد الشيعية، بما يعني أن الغالبية العظمى من النواب ​الشيعة​ ستكون في كتلتي "التنمية والتحرير"و"الوفاء للمقاومة".

ولنفترض أن خصوم "الثنائي الشيعي" قرروا ترشيح نائب لرئاسة المجلس. هل يقدرون؟

مجرد حسم تيار "المستقبل" قراره بالتصويت لبري، ليُضاف العدد الى جانب نواب حركة "أمل" و"​حزب الله​"، وكتلة جنبلاط، و"​المردة​" و"السوري القومي الاجتماعي" و "​الطاشناق​" ونواب رئيس الحكومة السابق ​نجيب ميقاتي​، وآخرين ومستقلّين في حال وصولهم الى ​ساحة النجمة​.

بالمحصلة، يجمع بري عدداً يفوق ما حصل عليه في انتخابات عام2009. بالمقابل، فإن التيار "الوطني الحر" و"الكتائب"و"القوات" لم يحددوا خيارهم بالنسبة الى ترشّح بري لولاية جديدة. لا يبدو أن خيارهم سيكون موحّداً في مقاربة موضوع رئاسة المجلس النيابي، إستناداً الى التحالفات الانتخابية، والى كلام جعجع عن دور باسيل. أساساً، لا يناسب "الحكيم"أن يكون مُلحقاً بباسيل، في المضي خلفه بمعاركه السياسية وحساباته الداخلية. لا يضمن جعجع وزير الخارجية، فقد يُجري باسيل إتفاقاً من دون "القوات"ليتركهم وحدهم في خيار سياسي صعب.

لرئيس "القوات"مصلحة بإنتخاب بري رئيساً ل​مجلس النواب​ هذه المرة. صار يعرف "الحكيم"أهمية الدور الذي يلعبه بري في حفظ التوازنات وتقريب المسافات. إطّلع "القواتيون"على ذاك الدور عن قُرب في السنوات القليلة الماضية. بقيت الخطوط مفتوحة، بحدود متواضعة، عبر زيارات وزير الاعلام ​ملحم الرياشي​ الى ​عين التينة​. لم تتطور العلاقة بين الفريقين، بدليل خوضهما الانتخابات ضد بعضهما في أكثر من دائرة. لكن إقتراع نواب "القوات" لبري سيعطيهم دفعاً لتطوير العلاقة مع رئيس المجلس في المرحلة المقبلة، ويقرّب المسافات على حساب العلاقة بين الحركة و"التيار البرتقالي".

بدا من خلال المؤشرات أن باسيل يريد طرح رئاسة المجلس للاستحصال على وعود بما خصّ مراكز سياسية أخرى، قد تصل الى حدود مقاربة انتخابات ​رئاسة الجمهورية​ بعد انتهاء ولاية ​الرئيس ميشال عون​. لكن لا سند فعّال لباسيل في طرحه. الحريري يحسب حساباً لرئاسة الحكومة، تلك أولويته. والقوى الشيعيّة متضامنة، متكافلة لا تحيد عن تسمية بري. وجنبلاط وفرنجية وميقاتي أصدقاء رئيس المجلس.

انها الأكثرية المتوقّعة لتبني ترشيح بري للمرة السادسة. الانتخاب مضمون، لكن الحسابات تنصبّ حول عدد النواب، في ظل قراءات ومعلومات تستند الى احصاءات تفيد أن بري سينال أكثر من مئة صوت هذه المرة.