إلى متى يستمر الاضطهاد الطائفي من قبل سلطات البحرين والسعودية؟

الإثنين 5 مارس 2018 - 08:01 بتوقيت غرينتش
إلى متى يستمر الاضطهاد الطائفي من قبل سلطات البحرين والسعودية؟

البحرين - الكوثر: تصر السلطات البحرينية على استهداف المقدسات والرموز الدينية للشعب البحريني من منع إقامة صلاة الجمعة في مدينة الدراز المحاصرة للأسبوع السادس والثمانين على التوالي إلى محاصرة المرجع الديني آية الله عيسى قاسم في منزله ومنعه من تلقي العلاج الضروري ومحاكمته على فريضة الخمس والحقوق الشرعية إلى منع إقامة المراسيم العاشورائية وإحياء ذكرى استشهاد سبط الرسول (ص) الإمام الحسين (ع) إلى هدم المساجد والحسينيات والتي بلغ عددها حتى الآن 38 مسجداً وحسينية.

اذ واصلت القوات البحرينية المدجّجة بالسلاح والآليّات العسكريّة - للأسبوع الـ86 على التوالي- محاصرة مداخل بلدة الدراز، حيث منعت المواطنين وإمام الصلاة، يوم الجمعة 2 مارس/ أذار 2018، من التوجّه إلى مسجد الإمام الصادق - عليه السلام- لأداء شعائر صلاة الجمعة، فيما أدّى العديد من المواطنين صلاتهم فرادى في المسجد.

ومن جانبه جدّد ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير عبر حسابه على موقع تويتر قوله إنّ «هذا المنع يأتي استمرارا في جرائم الاضطهاد الطائفيّ المقيتة، والذي يمارسها النظام الخليفيّ بحقّ مكوّنٍ أساسيٍّ من مكوّنات الشعب البحرينيّ».

فسياسة السلطات البحرينية بإستهداف المقدسات الدينية تأتي بهدف تكميم الأفواه وإسكات الثورة البحرينية التي تستمد عمقها ومبادئها من قيمها الدينية والمذهبية.

ولم يعد خافياً على أحد التوجه السعودي البحريني مؤخراً نحو التضييق على الطائفة الشيعية بشكل عام ومنعهم من ممارسة شعارئهم الدينية والمذهبية وخاصة مراسيم عاشوراء الحسين عليه السلام.

فما تقوم به السلطات السعودية في المنطقة الشرقية التي تسكنها غالبية شيعية ومنع هذه الطائفة من ممارسة حقوقها الدينية وشعائرها المذهبية يتطابق تماماً مع ما يقوم به النظام الخليفي في البحرين، بل إن النظام البحريني يستمد سياسته وممارساته من الداعم الأول له في المنطقة وهو النظام السعودي بشكل خاص.

فمنذ إنطلاق ثورة الرابع عشر من فبراير في البحرين تبنت السلطات البحرينية توجهاً خاصاً هو توجهاً سعودياً بالأصل في إنهاء الوجود الشيعي في البحرين، وعندما لم يجد مبرراً لترحيل جميع أبناء الطائفة من البحرين سعى إلى محاربتهم وإستهدافهم ثقافياً ودينياً والتضييق على شعائرهم ورموزهم الدينية من خلال منع كل ما يتعلق بالمراسيم الدينية وخاصة مراسيم عاشوراء وثورة الطف باعتبار إن الإمام الحسين عليه السلام هو رافع علم الثورة ضد الظلم والإستبداد والمطالبة بالمساواة والعدالة والقيم الأخلاقية والدينية.

فالثوار في البحرين يقتدون بالإمام الحسين عليه السلام كرمز لمقارعة الأنظمة الفاسدة والمستبدة كما إن الثقافة العاشورائية الحسينية تلعب دوراً مهماً وكبيراً جداً فيما يحصل في البحرين من خلال تحشيد الناس وخروجهم إلى الشوارع واستمرارهم في الثورة.

والأنظمة المستبدة بطبيعتها لا ترضى بهذه القيم والثقافة التي تنتجها كربلاء الثورة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ الإسلامي الأصيل، فالثقافة الدينية والثقافة العاشورائية الكربلائية مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالعدل والمساواة وقيم الخير والتغيير ومحاربة الظلم والفساد وهذا ما يخشاه الطغاة على مر العصور.

لكن التعرض لهذه الثقافة العظيمة ستدخل الأنظمة في أسوء المهالك والإنهيارات، وهنا يتناقل القدماء في البحرين وصية الأمير سلمان لولده الأمير عيسى (والد الملك الحالي) والتي كان يقول فيها: "إياك والتعرض لمآتم الحسين عليه السلام ومجالسه إن كنت تريد البقاء على كرسي الحكم".

المصدر: اسلام تايمز

105/23