و أظهر الفيديو رجلا -قال ناشطون إنه من عائلة جرار- و هو يقاطع الأحمد أثناء إلقائه كلمة في خيمة العزاء، و يوجه له الاتهام بأنهم هم من سلموه (أي السلطة الفلسطينية) من خلال المشاركة في "جريمة اغتياله جراء تسليم معلومات قادت للوصول إليه".
و ظهر في الفيديو عدد من الغاضبين و هم يطالبون الأحمد بمغادرة مكان العزاء تعبيرا عن رفضهم التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية و الاحتلال الصهيوني، و تخلي حركة فتح عن الكفاح المسلح.
و وفقا للتسجيل، فقد دعا المحتجون الأحمد إلى عدم الحديث، لكنه أصر على إلقاء كلمته داخل العزاء، رغم تعالي الأصوات المقاطعة له بعبارة "انتوا سلمتوه.. انهي".
و في السياق ذاته، انتشر تسجيل آخر عبر فيسبوك لمشادة كلامية بين طلبة جامعة النجاح الوطنية و الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري، و هم يتهمون السلطة بالتنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.
و هو ما استفز اللواء و جعله يرفض بشدة الاتهام، و أكد أن التنسيق متوقف منذ أكثر من عامين، و أطلق تحديا للحضور إذا كان بإمكانهم أن يوفروا أي معلومة تفيد بأن السلطة قامت بذلك منذ ذلك التاريخ و حتى اليوم.
و انتشرت عقب مقتل جرار على مواقع التواصل تغريدات تفيد بأن الضميري قال ما معناه "قدمنا معلومات مهمة عن تواجد الشهيد أحمد نصر جرار بهدف اعتقاله و حمايته من القتل، و لكنه رفض تسليم نفسه للقوة و حاول إطلاق النار على الجنود، مما جعلهم يطلقون النار عليه و يقتلونه".
------------------------------------------------------
تويتر:
اللواء عدنان الضميري
قدمنا معلومات مهمة عن تواجد الشهيد
احمد نصر جرار بهدف اعتقاله و حمايته من القتل
و لكنه رفض تسليم نفسه للقوة و حاول إطلاق النار على الجنود مما جعلهم يطلقون النار عليه و يقتلونه..اعتقد ما في بعد هيك وقاحة خزاكم الله يا أذناب اليهود ..هذا ليس ضميري بل هو لا ضمير له. pic.twitter.com/BZTwqzcNlw
— معتصم (@asemm1900) February 7, 2018
------------------------------------------------------
-أسباب الاتهامات-
و استشهد الفلسطيني أحمد نصر جرار في مواجهة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية اليامون بقضاء جنين بعد مطاردة استمرت نحو شهر، حيث تتهمه إسرائيل بقتل مستوطن في التاسع من الشهر الماضي قرب مدينة نابلس (شمالي الضفة الغربية).
و لقي الشهيد جرار مصرعه بعد عملية عسكرية واسعة حاصرت القوات الإسرائيلية خلالها قبل ثلاثة أيام مبنى بقرية اليامون بأعداد كبيرة. و حسب رواية جيش الاحتلال -الذي تقدم بقوات خاصة معززة بالمروحيات و الكوماندوز- فإنه تمكن من قتل أحمد جرار بعد اشتباك معه في مبنى مهجور في القرية.
و كانت قوات الاحتلال اقتحمت خلال الأسابيع الماضية قرى عدة و شنت عمليات أكثر من مرة في يوم واحد بقرية برقين -مسقط رأس أحمد نصر جرار- و اعتقلت أقارب له و شبانا آخرين على أمل الحصول على أي معلومة تؤدي إلى الوصول إليه، كما هدمت عددا من المنازل؛ أملا في الوصول لجرار، إلى أن تمكنت منه قبل أيام.
-اتهامات صريحة-
اتهمت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- السلطة الفلسطينية بتقديم معلومات لقوات الاحتلال الإسرائيلي للتعرف على منفذي عملية قتل حاخام إسرائيلي قرب نابلس (شمال الضفة الغربية).
و قالت كتائب القسام على موقعها الإلكتروني إن التعاون بدأ سريعا بين العدو و السلطة للتعرف على منفذي العملية، و أوضحت أن السلطة الفلسطينية قدمت ما وصفته "بطرف خيط" للاحتلال الإسرائيلي. و لفتت كتائب القسام إلى أن الشهيد أحمد نصر جرار تمكن من الإفلات عدة مرات رغم المتابعة الأمنية و المعلوماتية الحثيثة له.
و تبنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية مقتل حاخام إسرائيلي غرب نابلس قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، و نعت الشهيد أحمد جرار قائد الخلية التي نفذت العملية، بينما اعتبرت حماس أن استشهاد جرار نصر للإرادة و المقاومة الإسلامية.
و وصفت كتائب القسام ما أقدم عليه جرار بالملحمة التي تأبى الاستسلام أو الرضوخ لتهويد القدس أو فرض إرادة الاحتلال على الشعب الفلسطيني.
--------------------
المصدر : الجزيرة
22/101