ما هو حديث «إن لإبليس كحلاً ولعوقاً وسعوطا...»؟

الأحد 4 فبراير 2018 - 14:34 بتوقيت غرينتش
ما هو حديث «إن لإبليس كحلاً ولعوقاً وسعوطا...»؟

حديث - الكوثر

 

نص الحديث

قال النبي (صلى الله عليه وآله): «إنَّ لإبليس كُحلاً ولَعوقا وسَعوطا، فَكُحلُهُ النُّعاسُ ولَعوقُهُ الكَذِبُ وسَعوطُهُ الكبر «.

 

دلالة الحديث

هذا الحديث الوارد عن النبي (صلى الله عليه وآله) متسم بما هو طريف ومثير وعميق، إنه يتناول الأساليب التي يتبعها الشيطان لإغواء البشر، إننا نعرف جميعاً أن الشيطان يتعامل مع كل شخصية بما يتناسب ودرجة ضعفها أو وعيها، وحتى الملتزم من الشخصيات قد يأتيها من طريق عبادي: كأن يوسوس لها بأنّ هذا العمل فيه رياء أو شرك، فيجعلها منصرفة عن العمل العبادي المهم.

إن الحديث المتقدم يتناول مستويات ثلاثة من السلوك المفضي إلى أن يجعل الشخصية الضعيفة متوكئة على الكبر والكذب وحتى النعاس حيث يجعلها نائمة عن ممارسة وظيفتها المطلوبة؛ وجوباً أو ندباً ولسوف تتضح هذه الأساليب أو المستويات أو الوسائل التي يتخذها إبليس لإغواء الشخصية عندما نحدثك عن بلاغة هذا الحديث.

 

بلاغة الحديث

من حيث بلاغة الحديث المذكور (وهو نور)، إنه ينطوي على سمات بلاغية في نهاية الطرافة والعمق كما أشرنا. ففي ميدان جعل الشخصية (غافلة) عن ذكر الله تعالى، رمز لها بعبارة هي (الكحل) لأن الكحل له صلة بالعين، والعين ترمز إلى النوم، فجعل الشيطان من الرمز الغني المذكور أداة لجعل الشخصية غافلة نائمة عن أداء وظائفها.

 

وأما الرمز الثاني: فهو (اللعوق)، وهو لحس الإنسان لأسنانه، حيث رمز بهذه الكملة إلى (الكذب) بصفة أن اللسان هو الأداة التي ينطق بها الانسان، فجاء الرمز المتقدم (اللعوق) رمزاً للكلام الكاذب.


وأما الرمز الثالث: وهو (السعوط)، فقد جعله النبي (صلى الله عليه وآله) رمزاً لإغواء الشيطان للإنسان، بصفة أن (السعوط) مادة تجعل في الأنف لأسباب صحية، فرمز لها لتعبر عن (تكبر) الشخصية، وذلك لأن الأنف هو جهاز بارز في الوجه، وهو طالما يستخدمه الأدباء للتعبير عن تعالي الشخصية وتكبرها فتقول مثلاً: فلان ركب أنفه أي: عاند وتكبر وتعالى وشمخ بأنفه.

إذن جاء الحديث المتقدم حافلاً برموز مثيرة، وملفتة للنظر، ذات طرافة بالنحو الذي أوضحناه.

*******

المصدر: Arabic.irib.ir

 

تصنيف :