لقد أفرزت الثورة الاسلامية وعيا عميقا متأصلا لدى شعوب العالم والمستضعفين في الارض، ومهدت الأرضية لوقوع تغييرات سياسية جذرية، ولولادة حركات التحرر في العالم والمنطقة استمدت قوتها من فكر الامام الخميني الراحل (رض) وثورته.
تحمل الثورة الإسلامية بالمقارنة مع الثورات الأخرى التي وقعت في العالم، مجموعة من الخصائص والميزات التي تحتل في نظرية الثورات، مرتبة عليا في الظواهر السياسية والثورات الكبرى في العالم. وهي استطاعت أن تخطف الأضواء التي كانت مسلطة على الثورات الأخرى، كالثورة الروسية والثورة الفرنسية والثورة الأميركية وغيرها. وبدون أدنى شك فإن البعد الفكري والقيادي والشعبي في الثورة الإسلامية، اعطاها هذه القيمة و الخصائص التي تميزت بها وما تزال. لكن الشيء الذي أذهل العدو والصديق هو أن قيادة الثورة وبنفس الإرادة التي استطاعت بها أن تسقط أعتى الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة والمدعومة بشكل مباشر من قبل الولايات المتحدة والغرب، تمكنت في القضاء على الفتن الداخلية المدعومة من الخارج التي كانت تسعى لاسقاط النظام الاسلامي ولتشويه صورة الثورة وافشالها.
لم تغفل الثورة عن إقامة المؤسسات الدستورية ورغم المؤامرات وانشغالتها الكثيرة بسبب الأزمات الحادة التي كانت تواجه الثورة في تلك المرحلة الصعبة الا ان الإمام الخميني (قدس) كان يصر على ضرورة إقامة تلك المؤسسات على قاعدة أن الشعب هو صاحب الحق الأول في هذه الثورة وانه من الواجب عدم التفريط بهذا الحق المقدس لذلك كانت صناديق الاقتراع هي العنوان المحرك والمصاحب لنبضات ولحركة الثورة الاسلامية ولمكاسبها الكبرى والاساسية .
ان الرسالة الاصلیة للثورة الاسلامیة کانت ذات طبیعة ثقافیة توعوية ترتکز على فکر دینی وقیم معنویة مما خلق رؤى انسانية حضارية جديدة اعادت دينامية الحالة الاسلامية الى الواقع وخلقت موجة من النهضات التحرریة فی البلدان الاسلامیة والعالم الثالث.کما استنضهت واقع وهمم الامة لتطلق قدرات وابداع الانسان في شتى المجالات من اجل حياة حرة كريمة نابضة بالخير والعطاء.
بقلم :جهاد العیدان