ففي الوقت الذى دعت فيه «الحركة المدنية الديمقراطية» المصرية التى تضم 8 أحزاب إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية ووصفتها بـ«المهزلة»، أكد ممثلون عن «ائتلاف دعم مصر» صاحب الأغلبية فى البرلمان مقاطعة الانتخابات بالتعامل السلبى مع الماراثون الانتخابى، مؤكدين أن المقاطعة تعد خيانة للوطن.
عضو المكتب السياسى لائتلاف دعم مصر النائبة مارجريت عازر، اعتبرت أن الدعوى لمقاطعة الانتخابات الرئاسية خيانة للوطن، «دون أدنى مبالغة فى الوصف»، مطالبة جموع الناخبين بالمشاركة «سواء بانتخاب أى مرشح أو إبطال بطاقته الانتخابية».
وانتقدت عازر فى تصريحات لـ«الشروق» ما وصفته بالتعامل السلبى مع الماراثون الانتخابى، فى هذه المرحلة التى تمر بها البلاد، مضيفة: «أن المشاركة أسلوب حياة.. والمقاطعة سياسة تنقلها هذه التيارات للأجيال القادمة كأسلوب حياة.. وهو أمر مرفوض»، مضيفة أن القوى السياسية المعارضة عانت كثيرا ولسنوات طويلة بسبب تخاذلها واتباعاها أسلوب عدم المشاركة بالانتخابات.
من ناحيته قال هيثم الحريري عضو تكتل «25 / 30»: «لا أرى أن المقاطعة خيانة.. ولا المشاركة جريمة.. فكلاهما تعبير عن موقف سياسى يقدر ويحترم من الجميع».
من ناحية أخرى قال عدد من السياسيين البارزين إن موسى مصطفى موسى المرشح لخوض الانتخابات الرئاسية فى مواجهة الرئيس عبدالفتاح السيسي يحتاج إلى بذل جهد غير مسبوق لإقناع المواطنين بأنه مرشح حقيقى وليس «ديكور».
واعتبر السياسيون فى تصريحات لـ«الشروق» أن عملية البحث عن مرشح لمنافسة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الانتخابات «أمر مؤسف»، مؤكدين أن انتخابات 2018 تعد كاشفة للواقع الذى غيب فيه الشعب قبل تغييب السياسة.
وقال رئيس المجلس الأعلى للإعلام مكرم محمد أحمد، إن شكل الانتخابات لم يعد جيدا بعد رفض الهيئة العليا لحزب الوفد ترشح رئيس الحزب السيد البدوى للانتخابات، مضيفا أن البعض يرون أن العملية الانتخابية باتت أقرب إلى الاستفتاء، لافتا إلى أن حصول الرئيس السيسى على نسبة عالية من أصوات الناخبين لما يملكه من حماس شعبى أمر مؤكد، حيث يرى كثيرون أنه حقق انجازات بالفعل».
من ناحيته، اعتبر الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمرو الشوبكى: أن الانتخابات الرئاسية الحالية تعد كاشفة للواقع الذى غيب فيه الشعب قبل تغييب السياسة، مؤكدا أن المسئولية الأولى تقع على عاتق النظام السياسى.
وأضاف الشوبكى أن خوض رئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى للسباق الرئاسي فى اللحظات الأخيرة من غلق باب تلقى أوراق الترشح غير مهمة أى مرشح بإقناع الناس ببرنامجه وتوجهاته السياسية، لنرى للمرة الأولى مرشح تصبح مهمته الأساسية اقناع الناخبين بأنه مرشحا حقيقيا وليس ديكورا طلب منه الترشح، مشيرا إلى أن هذا يعد تحدى غير مسبوق فى أى انتخابات فى أى مكان فى العالم.
ودعا الشوبكى إلى الاعتراف بما وصفها «الأخطاء الكثيرة» التى وقعت خلال الفترة الرئاسية الماضية، وأدت إلى أن تجرى الانتخابات الرئاسية بهذه الصورة من غياب حتى هامش يسمح لمرشح معارض أن يتقدم فى الانتخابات دون شتائم وتخوين واغتيال معنوى، مضيفا «أعتقد أن مشكلتنا فى الإطار الحاكم للنظام السياسى الذى يعتبر جميع القضايا تحتاج إلى اصطفاف وصوت واحد».
ومن جهته، قال المحلل السياسي أسامة الغزالي حرب: «لا وجود لنظام ديمقراطى دون انتخابات تعددية تنافسية، لكن المسألة أديرت بشكل خاطئ بعيدا عن السياسة وبشكل غير مقدر لعواقب الأمور»، لافتا إلى أن «البحث عن مرشح لمنافسة السيسى أمر مؤسف وتمنيت ألا نصل إلى هذا الحد، وبخاصة مع علم الجميع بفوزه بالولاية الثانية».
وأضاف، أن «النظام لم يكن بحاجة إلى ذلك، فالرئيس السيسي يمتلك شعبية تؤهله للفوز بولاية ثانية أيا كان المرشح الذى أمامه».