وأظهرت الأرقام الأولية لنتيجة الانتخابات اكتساح رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي وفوزه بولاية ثانية بنسبة وصلت إلى 92 بالمئة من جملة الأصوات، حسب صحيفة الأهرام الحكومية.
خسائر فادحة
وفي تعليقه حول خسائر السيسي من الانتخابات، أكد أستاذ مشارك قانون دستوري الدكتور ياسر حمزة، أن "الانتخابات انتهت قبل بدايتها باستبعاد المرشحين المحتملين والمنافسين بنزول رئيس حزب ضعيف ومؤيد للمرشح عبد الفتاح السيسي".
الأكاديمي المصري، أضاف أن "الانتخابات في إجراءاتها جميعها رغم عدم وجود منافس كانت مخالفة لقانون الانتخابات وقرارات اللجنة المنظمة لها"، مشيرا إلى تقارير صحفية وإعلامية وحقوقية أكدت أن العملية الانتخابية "كانت تديرها مؤسسات الدولة لصالح السيسي".
وحول مكاسب المعارضة أوضح حمزة، أنه "قد تأكد للمعارضة أنها أمام نظام ضعيف وغير مدعوم شعبيا وفقد الكثير من مؤيديه"، مضيفا أن "كافة المراقبين سجلوا ذلك"، معتقدا أن "المرحلة المقبلة صعبة على السيسي، والمعارضة ستطالب بإصلاحات سياسية حقيقية قد يكون ثمنها خروج السيسي من المشهد"، مرجحا أن "يلعب السيسي، بورقة الإرهاب؛ لتأخير أية إصلاحات".
وقال إن "المعارضة الحقيقية مثل (6 أبريل) و(الاشتراكين الثوريين) وحزب (مصر القوية) وغيرهم من الكيانات والشخصيات العامة ويضاف لهم الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية؛ لو تحركت جميعا بتنسيق فمن الممكن تغيير المشهد في أية لحظة لنظام خسائره فادحة يصعب تعويضها".
خسرت المعارضة وخسر السيسي
ويرى الإعلامي عماد البحيري، أن "المعارضة استفادت من الانتخابات وخسرت أيضا", موضحا أنها "تأكدت من أن عدوها يخسر أرضه بسرعة شديدة جدا وأن بعض أدواتها المتمثلة في منابرها الإعلامية قد أتت أكلها وأثمرت في كشف حالة التزييف التي اعتمد السيسي عليها من خلال أذرعه الإعلامية طيلة السنوات الخمس والتي يبدو أنها قد أصابها الصدأ مؤخرا فلم تنجح في حشد الناس كما كان يأمل السيسي".
البحيري، أوضح أن "خسارة المعارضة تتمثل في أن الشارع أكد أنه يسبقها بخطوات وأن المصريين يعطون الدرس في الوعي دائما حتى رغم تقصير المعارضة وعدم نجاحها في طرح مشروع أو ظهور قائد يلتف الشارع حوله لإسقاط الانقلاب".
وأكد أن "خسارة السيسي لا تحصى؛ منها كما قلنا فقده التأثير على الناس من خلال أذرعه الإعلامية، ومنها انفضاح صورته التي أراد تحسينها في الغرب من خلال كشف شعبيته الحقيقية".
غضب يزيد وخوف يتلاشى
ويرى الناشط السياسي محمد نبيل، أن السيسي خسر كثيرا مما حدث بالانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أنه "أراد أن يظهر للعالم الخارجي حالة تأييد شعبية جارفة، لكن المتابع لما تبثه وكالات الأنباء العالمية والصحف الكبرى عن الانتخابات المصرية، يجد أن حديثهم يصف ما حدث بأنه (مهزلة)".
وعن مكاسب المعارضة قال عضو (حركة 6 أبريل): "لن أتحدث عن مكاسب المعارضة كحالة منفصلة عن الشعب"، مؤكدا أن "الفكرة هنا أن الغضب الشعبي يزيد مع الوقت ومع زيادة جبروت النظام الحالي"، مشيرا إلى أن "أول خبر تم نشره وتداوله بعد نهاية الانتخابات هو التأكيد على زيادة أسعار تذاكر مترو الأنفاق".
وأكد نبيل، أن "الغضب الشعبي يزيد في الوقت الذي لا يمكن أن يستمر فيه الحكم بالخوف"، متوقعا عدم استكمال السيسي فترته الرئاسية الثانية.
تزايد الوعي مقابل الفشل
وكانت قد قالت رئيسة المجلس الثوري المصري مها عزام، إن "التحديات والصعوبات أمام السيسي ستزداد، خاصة أن هناك وعيا متزايدا -حتى من بين الذين يؤيدونه- بفشله على كل المستويات".
واعتبرت عزام هذه الانتخابات بمنزلة فرصة لجميع القوى الثورية والوطنية بالداخل والخارج للوقوف أمام السيسي، مؤكدة أن "الثوار داخل مصر لديهم المقدرة على كسر وتحطيم حاجز الخوف والعمل والإعداد للتغيير المرتقب والمأمول بالرغم من القبضة الأمنية الشرسة".
مرحلة الاحتضار
وفي رصد بعض الصحف العالمية لخسائر السيسي، أكدت صحيفة "البايس" الإسبانية في تقرير لها أن شعبية السيسي دخلت مرحلة الاحتضار بعد انخفاض عدد الناخبين، وأن الهالة الشعبية له تواجه لحظات عصيبة.
ومن المقالات التي تحدثت عن هذا الجانب، كتب رئيس تحرير صحيفة "المصريون"، المحلية جمال سلطان، تحت عنوان "هل خرج السيسي من الانتخابات أقوى؟"، قائلا: "السيسي سيخرج من الانتخابات أقل قوة"، مشيرا إلى أن "القبول الشعبي به تآكل بصورة خطيرة، والرفض الشعبي لسياساته تعاظم واتسع نطاقه، ولم يعد محصورا في الإخوان وأنصارهم".
عربي 21
22/110