كشفت صحيفة "الجريدة" التونسية عن مخطط في منتهى الخطورة يستهدف الجزائر عقب الاعلان عن مقتل زعيم حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة، عبد السلام طرمون، خلال اشتباكات على الحدود الليبية التونسية، وفي ضوء احباط السلطات الجزائرية مخططا لاثارة الفوضى بالتزامن مع الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الذي تقرر موعد رسمي له يوم 12 من الشهر.
هذا التطور الذي تمكنت مصالح الاستخبارات الجزائرية والتونسية من وقفه، يأتي ضمن مخطط خارجي يستهدف إشعال فتيل أزمة في الجزائر من خلال الحدود مع مالي وليبيا وتونس.
كما يأتي ذلك، في سياق تقارير كشفت عن وجود مخطط أميركي لتنفيذ مخطط مشابه للسيناريو السوري يتمثل في اشعال النزعة العرقية والطائفية في كل من المغرب والجزائر، يهدف الى نسف وحدة أهم بلدين في منظومة أقطار المغرب العربي.
هذه التقارير تشكل مجموعة من المعطيات صرح بها الديبلوماسي المغربي الفرنسي المتقاعد ايف أوبان المولود في 1942 بالرباط، شرح فيها حيثيات هذا المخطط الرهيب، وقد بدأت ملامحه تظهر بعد الاعلان عن مقتل زعيم حركة ابناء الصحراء من أجل العدالة على الحدود الليبية التونسية من طرف عناصر مجهولة، وذلك بالتزامن مع تواجد قيادات من حركة أزواد المتألفة من طوارق مالي بمجلس الامن الدولي للتعبير عن موقف الطوارق فيما يتعلق باتفاق السلم والمصالحة الموقع بين الحكومة المالية والحركات الأزوادية بالجزائر.
ونقلت الصحيفة عن مصدر امني رفيع، أن المصالح الأمنية التونسية تفطنت الى مخطط كان مجموعة من المسلحين من جنسيات مختلفة واغلبهم من امازيغ ليبيا يقودهم جزائري، بصدد التحضير له انطلاق من ليبيا، وذلك بالتسلل الى تونس ومنها الى الجزائر، بهدف المطالبة باستقلال منطقة القبائل.
وكشف المصدر ان السلطات الامنية في تونس، تدخلت قبل وقوع عملية التسلل الى ترابها من الحدود الليبية، وأن ذلك نتج عنه اشتباك مسلح على الحدود التونسية الليبية، وذلك بمساعدة من قوات المجلس الرئاسي الليبي وبالتنسيق مع الجانب الجزائري، نتج عنه مقتل متزعم المسلحين واعتقال عدد من أفراد المجموعة حيث يجري التحقيق معهم.
وأشار المتحدث الى ان وزير الداخلية التونسي لطفي براهم ناقش التطور مع المسئولين الجزائريين خلال زيارته للجزائر.
وأوضح المصدر ان رئيس وزراء مالي أجرى زيارة الى الجزائر السبت الماضي للتباحث حول تسريع عملية الاستجابة لمطالب الطوارق تجنبا لمحاولات دفع الازواد الى استعمال السلاح و التمرد من اجل تحقيق مطالبهم، وهو ما قد يحرك طوارق صحراء الجزائر.
ذات المصدر تحدث عن شحنات السلاح التي يضبطها الجيش الجزائري على الحدود الشرقية، موضحا أن زعيم تنظيم أبناء الصحراء كان يوجهها لأتباعه بالجنوب الجزائري.
هذه التطورات، دفعت بالجزائر، وفق متتبعين، الى اتخاذ اجراءات من شأنها احتواء المطالب الأمازيغية المرفوعة منذ عقود، وذلك بدء من اقرار رسمي للسنة الأمازيغية وتعطيل العمل في 12 كانون الثاني/ يناير وتدابير أخرى لصالح تطوير اللغة الامازيغية واحتواء كل ما من شأنه الدفع الى المطالبة الانفصال.
ويشار الى أن حركة "أبناء الصحراء من أجل العدالة" التي يصنفها الاعلام الجزائري كمنظمة ارهابية، تأسست لمطالبة السلطات إلى تنمية مناطق الجنوب الجزائري، لكنها تحولت بشكل سريع إلى حركة مسلحة، تهدف الى الانفصال، ولأجل تحقيق تلك الاهداف تحالفت مع عدد من التنظيمات المصنفة إرهابية.
المصدر: الاناضول
102/104