ووصل اللواء السوداني لبلاده عن طريق البحر، حيث تم نقلهم بواسطة سفينة بحرية.
وتأتي عودة اللواء السوداني من حرب اليمن ، وسط أنباء عن قرب سحب السودان لقواته من الحرب الذي تقودها السعودية واستبدال هذه القوات بأخرى تشادية.
يشار بأن الرئيس التشادي قد زار الرياض مؤخراً وتبعه الفريق طه عثمان مستشار وزير الخارجية السعودي إلى أنجمينا دون الإعلان عن تفاصيل الزيارة.
وتصاعدت خلال الفترة الماضية حِدّة الأنباء التي تتحدّث عن احتمالات إقدام السلطات السودانية على سحب قواتها من اليمن، بعد إطالة أمد الأزمة وعدم نجاح “عاصفة الحزم” في إعادة الشرعية إلى صنعاء (حسب تعبيرها)، وتزايد أعداد الضحايا في صفوفها، والتزام الرئيس السوداني عمر البشير بالحياد في الأزمة الخليجية المتفاقمة بين قطر من ناحية، والتحالف الرباعي السعودي الإماراتي المِصري البحريني من ناحية أخرى.
ولم يعد طلب سحب القوات السودانية من اليمن قاصرا على فئة سياسية أو حزبية سودانية معارضة أو متوافقة مع الحكومة، بل تعداه إلى عموم المجتمع السوداني الذي يرى أن بقاء قواته هناك لم يعد مهما.
وعززت تصريحات الرئيس عمر البشير في روسيا الأسبوع الماضي -التي اتهم فيها الولايات المتحدة بزعزعة أمن بلاده- توقعات البعض بعودة الجنود السودانيين.
ويربط أصحاب تلك التوقعات تحول السودان نحو المعسكر الشرقي بإحساس الخرطوم بتلاعب الولايات المتحدة خصوصا بعد رفض نائب وزير خارجيتها جون سوليفان -خلال زيارته الأخيرة للخرطوم- مقابلة البشير بزعم أنه مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
وقال مصدر حكومي رفض ذكر اسمه “إن الأسباب المنطقية تتجلى أمام الحكومة بضرورة إعادة النظر في استمرار القوات السودانية في اليمن”. وتساءل عن مبررات البقاء باليمن وقد تطاول عهد إعادة الشرعية، مع دخول اليمن بحالة مجاعة لم تشهدها البلاد من قبل.
وياتي ذلك في وقت كشف فيه قائد قوات الدعم السريع في السودان الفريق محمد حمدان حميدتي في شهر سبتمبر/أيلول الماضي أن قواته المشاركة في الحرب باليمن، ضمن التحالف الذي تقوده السعودية، فقدت 412 عسكريا، بينهم 14 ضابطا.
وقال هذا الضابط السوداني الرفيع خلال حوار أجرته معه صحيفة “الجريدة” السودانية ردا على سؤال عن مشاركة قواته في حرب اليمن :”شاركنا بفعالية وحررنا مناطق واحتسبنا 412 شهيدا منهم 14 ضابطا”.