واستنادا لمصدر مطلع قال بن سلمان لعباس: "أغلق صفحة القدس وحق العودة واللاجئين واتجه لدولة في قطاع غزة وستنهمر عليك الأموال".
وتقول المصادر إن الرئيس عباس قبل إطلاع الأردن بما دار في الاجتماع العاجل في السعودية أفلت من الموقف الحرج بعد المفاجأة بطلب بسيط أعاق خطاب بن سلمان عندما قال: "سمو الأمير.. أرسل لي خطاباً مكتوباً بالمضمون حتى أضعه بين أيدي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وأحصل لكم على ما تريدون".
وبحسب صحيفة "القدس العربي"، قال كاتب التقرير إن هذا الحوار بين عباس ومحمد بن سلمان أربك دوائر القرار الأردنية التي لم تكن على علم مسبق به، حتى قبل زيارة الملك عبد الله الثاني الأخيرة لتركيا في اليوم ذاته الذي وقع فيه ترامب قراره المشؤوم.
ونقلت مقترحات ولي العهد السعودي لبعض سياسيي الأردن، الأمر الذي يبرر لاحقًا هتافات أبناء المخيمات وغيرهم من الناشطين أمام مقر السفارة الأمريكية بالعاصمة الأردنية ضد الأمير محمد بن سلمان، بعدما صنفت مقترحاته للسلطة الفلسطينية بأنها عدائية ومخيفة جدا. وما زاد من الحيرة والتعجب الهدوء السعودي تجاه إعلان ترامب القدس عاصمة للكيان الاسرائيلي.
ويبدو، وفقا لتقديرات الصحيفة، أن جهة أقوى من حكومة البلدين تدخلت لاحتواء أزمة حقيقية تدحرجت في الكواليس على خلفية هتافات الشارع الأردني المنتقدة للدور السعودي تجاه القدس وتهديدات السفير السعودي لنواب أردنيين، والجهة الوحيدة المؤهلة لهذا هي الولايات المتحدة نفسها، التي نشطت في محاولة لاحتواء الأزمة التي فجرتها وسط معسكرها العربي الحليف.
وهذا ما يُنتظر من اللقاء السعودي الأردني المرتقب مع الإشارة إلى أن الرياض تجاهلت الأردن طيلة الأسابيع الماضية، وعلى هذا، أعادت هتافات الشارع الأردني المياه إلى مجاريها، فاضطر السعوديون إلى اللقاء والإصغاء والاجتماع للاحتواء، استنادا لما أوردته الصحيفة.
وقال الكاتب إن اتجاهات الشارع الأردني في التصعيد ضد ترامب والصمت السعودي خدم موقف الحكومة الأردنية، وقد تدفع الرياض إلى إعادة التفاوض مع شريكها الأردني الذي تجاهلته أكثر من مرة.