يقول العلامة الطهراني "ره :
قال لي احد اصدقائي من علماء الدين في النجف الأشرف ولذي تتلمذ طويلا على السيد القاضي: قبل ان اتعرف على السيد القاضي كنت كلما رأيته ازددت حبا له ولأني كنت شاكا في سلوك طريق الوصول الى لقاء الله تعالى فقد كنت مقصرا في الذهاب إليه. إلى ان ارسل لي صديق من شيراز دينارين لأوصلهما إلى المرحوم القاضي. وكان المرحوم القاضي يقيم صلاة الجماعة في منزله بحضور بعض من مريديه. فذهبت الى منزله غروبا لحضور الجماعة وأداء الامانة إليه فصلى المغرب بمجرد استتار قرص الشمس طبقا لنظره لفقهي وفتواه في ذالك وكانت صلاة عجيبة وذات روحية عالية. ثم صلوا النوافل وقرأوا التعقيبات. ثم جلسو طويلا حتى دخل وقت العشاء فأدوا الصلاة بروحية وطمأنينة لامثيل لها. فأثر ذالك بي كثيرا. وبعد انتهاء الصلاة ذهبت إليه وجلست عنده وأعطيته الأمانة ثم قلت له" اود ان اسألك سؤالا فهل تسمح لي بذالك؟ قال سل ياولدي. فقلت: إني اريد ان اعرف هل ان إدراك التوحيد ولقاء الله وسيركم في هذا الطريق هل له حقيقة أم مجرد خيال؟ فاحمر وجه السيد القاضي ووضع يده على محاسن وجهه وقال: أنا ياولدي ومنذ أربعون عاما في حضرة الحق تعالى. فهل هذا خيال ووهم؟! فاستحييت على ما كان مني وودعته وانصرفت.