ذكر صاحب (التكملة) السيد حسن الصدر قال: نقل لي العبد الصالح الحاج كريم فرّاش الصحن المطهر لسيد الشهداء (عليه السلام) قال: كنت في سن العشرين من عمري أقوم بخدمة الصحن الحسيني، وفي إحدى الليالي نادى منادي الصحن: أن تغلق أبواب الحرم، فرأيت الآقا الوحيد البهبهاني والشيخ يوسف البحراني معاً وهما مشغولان بمباحثة علمية وقد خرجا من داخل الحرم ووقفا في الرواق المطهر، وانشغلا أيضاً بالمذاكرة حتى نادى المنادي ثانية: أن تغلق أبواب الحرم، فخرجا من الصحن من باب القبلة واستمرا في المذاكرة خلف الباب، حتى طلع الصبح، وكنت قد أتيت لفتح أبواب الصحن المطهر فوجدتهما واقفين يتناظران، فاستغربت من ذلك، وصرت مبهوتاً من حالهما، ولما كان الشيخ يوسف (رحمه الله) إماماً للجماعة ذهب للصلاة، وافترش الآقا البهبهاني (رحمه الله) عباءته وصلى وذهب لمنزله، وهكذا كانا يهتمان بالعلم ويرجحانه حتى على النوم ولذا نراهما بلغا ذلك المبلغ العظيم حتى خلدا في الخالدين.