من الامور الملفتة للانتباه في سيرة المقدس الاردبيلي إهتمامه بالاستعانة بالتطهر الروحي عبر التعبد في النشاط المعرفي والعلمي.
أجل، فقد جاء في ترجمته في كتاب روضات الجنات نقلاً عن كتاب حدائق المقربين ما مخلصه: أن منزل المحقق الاردبيلي كان بجنب منزل العالم الجليل الميرزا الباغندي وكان زميلاً للمقدس في الدراسة، فكان الميرزا الباغندي يقضي اكثر ليله في المطالعة، والمولى الاردبيلي ينام من اول الليل ثم ينهض في السحر لاقامة نافلة الليل، وبعد الفراغ من الصلاة يأخذ بدراسة ما درسه المولى الباغندي من أول الليل الى آخره، فيفهم المقدس في هذا الوقت القصير ما لم يستطع ان يفهمه المولى الباغندي في مطالعته الطويلة لما درس!!
ومن الامور البارزة في سيرة المقدس الاردبيلي شدة اهتمامه قدس الله نفسه الزكية بقضاء حوائج الناس عملاً بمبدأ أن جوهر السير والسلوك الى الله يكمن في جناحي تعظيم الخالق وخدمة الخلق.
يُضاف الى ذلك صراحة لهجته في مخاطبة السلاطين، وقد نقل مترجموه كالسيد الجزائري في كتاب المقامات في شرح الاسماء الحسنى أن احد رجال بلاط الشاه عباس الصفوي قد إلتجأ الى حرم أمير المؤمنين (عليه السلام) بسبب غضب الملك الصفوي عليه وطلب من المقدس أن يكتب الى الملك يطلب منه أن لا يؤذيه، فكتب المقدس الرسالة التالية وترجمتها هي: ليعلم باني الملك المستعار عباس، ان هذا الرجل وإن كان في اول أمر ظالماً فهو الآن يبدو مظلوماً، فلو عفوت عن تقصيره عسى أن يعفو الله عن بعض تقصيراتك، كتبه عبد سلطان الولاية (عليه السلام) أحمد الاردبيلي.