قصة قصيدة إذا شئت النجاة فزر حسينا
تلك الأبيات هي لشاعر كان ناصبياً، ثم أصبح من أكبر شعراء أهل البيت - عليهم السلام - كان الشاعر جمال الدين الخليعي أبوان ناصبيان، يبغضان أهل البيت - عليهم السلام -.. ولم يكن لهما ولد فنذرت أمه إن ولد لها ذكر، فإنها ستبعثه على قتل زوار الحسين ابن علي - عليه السلام -
وبعد فترة من الزمن رزقا بولد ذكر، وهو الشاعر الخليعي نفسه، الذي قامت أمه تربيه على بغض أهل البيت والعياذ بالله! ولما نشأ وترعرع في أحضانهما، وبلغ السعي، أرادت الأم أن تفي بنذرها، فعرّفت ابنها البغض والنفور، وشحنته بغضا لزوار الحسين - عليه السلام -، وبعثته على ما نذرت من قطع الطريق على زواره - عليه السلام -، وقتلهم!.. وبالفعل ذهب الولد لكي يفي بنذر أمه!..
وتوجه إلى الطريق الموصلة إلى كربلاء، وبدأ ينتظر قدوم قوافل الزوار، وفي أثناء انتظاره لهم أعياه السفر، وأجهده النظر، واستسلم للنوم في طريق القوافل.. فمرت إلى جانبه قافلة كانت تحمل زوار الإمام الحسين - عليه السلام -، ولكنه لم ينتبه من نومه، حتى مضت هذه القافلة، وترسب غبارها على وجهه ولحيته وبدنه!..
استيقظ الشاعر الخليعي منزعجا من فوت الفرصة، وعاد أدراجه خائبا، لأنه لم يستطع الوفاء بنذر أمه في ذلك اليوم.. ولكنه كان مصمما على أن يعود في اليوم التالي لإكمال المهمة!.. لكن الله شاء أن يهديه ويبصره بطريق الحق، ليغدوا من أكبر شعراء أهل البيت - عليهم السلام - الموالين لهم في ذلك العصر.
فقد رأى الشاعر الخليعي في عالم الرؤيا والمنام رؤية قد أهالته : أن القيامة قد قامت، وجاء دوره للحساب، وأمر به إلى النار، لأنه كان من المبغضين لأهل البيت الأطهار، ومن الذين أرادوا قطع طريق زيارة سيد الشهداء الإمام الحسين - عليه السلام -.. ولكن أمرا حال دون أن يدخل النار، ولم يكن الشاعر الخليعي متوقعا له، إذ رأى أن النار لا تحرقه، لأن ما على بدنه من غبار قافلة الزوار، تلك كان بمثابة حاجز يمنع النار من لمس بدنه!..
انتبه الشاعر من رقدته، وأجهش بالبكاء نادما على ما مضى..حيث قد أدركه شعاع الهداية الإلهية، ببركة الإمام الحسين - عليه السلام _ واهتدى وعدل عما كان عليه، وذهب إلى كربلاء ، يعتذر من سيد الشهداء - عليه السلام -، مؤمنا بولاء علي وأولاده المعصومين النجباء - عليهم الصلاة والسلام -..
ثم نظم قصيدته حيث قال :
إذا شئت النجاة فزر حسينا لكي تلقى الإله قرير عين.
فإن النار ليس تمس جسماً عليـه غبار زوار الحسين.