لماذا لا تشارك الجزائر في"التحالف العسكري"بقيادة السعودية؟

الثلاثاء 28 نوفمبر 2017 - 11:02 بتوقيت غرينتش
لماذا لا تشارك الجزائر في"التحالف العسكري"بقيادة السعودية؟

الجزائر _ الكوثر: لا تزال الجزائر تتحفظ على أي دور لها في "التحالف العسكري لما يسمى بـمحاربة الإرهاب"، والذي تقوده السعودية، فيما تعهد هذا التجمع الذي يضم 41 دولة في اجتماعه الأول بالرياض في وقت سابق، بالتنسيق الاستخباراتي، المالي، والعسكري للقضاء على الإرهاب. لكن، لماذا لا تشارك الجزائر في التحالف .

ترفض الجزائر حتى الساعة وبشكل رسمي المشاركة في عضوية "التحالف العسكري لما يسمى بـمحاربة  الإرهاب" الذي تم تأسيسه في الرياض في كانون الأول/ ديسمبر 2015، بمبادرة سعودية.

ويضع التحالف في سلم أولوياته محاربة الإرهاب وفقا لاستراتيجية السعودية التي تشمل الجوانب الفكرية، الإعلامية، ومحاربة تمويل الإرهاب والعمل العسكري ضده .

وتشارك في هذا التحالف كل من السعودية، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، سلطنة عمان، الكويت، قطر، الأردن، فلسطين، لبنان، تركيا، أفغانستان، باكستان، بنغلادش، بروناي، بنين، تشاد، أوغندا، توغو، جزر القمر، جزر المالديف، جيبوتي، ساحل العاج، السنغال، السودان، سيراليون، الصومال، الغابون، غينيا، غينيا بيساو، غامبيا، بوركينا فاسو، ليبيا، مالي، ماليزيا، مصر، المغرب، تونس، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، اليمن.

بينما تغيب إيران، سوريا، العراق، والجزائر.

من هم أعداء "التحالف العسكري السعودي"؟

في تصريح هاتفي لفرانس24، قال المحلل السياسي السعودي العقيد طيار أركان الحرب سعيد الذيابي "إن التحالف العسكري لما يسمى بـمحاربة الإرهاب أخذ على عاتقه تنظيف العالم العربي والإسلامي من الإرهاب"، مشيرا إلى أنه وبالرغم من أن تنظيم "داعش"الارهابي قد تم تدميره، لكن هناك تنظيمات ارهابية أخرى وجب القضاء عليها، و"نحن نسير على عدة مسارات مالية فكرية وعسكرية للقضاء على الإرهاب".

أما عن الوضع في ليبيا، فقد أشار سعيد الذيابي إلى أن "في أكثر من دولة عربية ينتشر الإرهاب، ومنها اليمن، العراق، سوريا، وليبيا، ولقد تم حصر المنظمات الإرهابية ودراستها للقيام بمواجهتها بشكل منفرد. أما في ليبيا فالمشكلة العويصة هي عدم وجود وفاق سياسي داخلي... والحل العسكري في ليبيا هو الأساسي".

وبالنسبة لتحفظ الجزائر عن المشاركة في التحالف، قال العقيد طيار أركان الحرب سعيد الذيابي: "الجزائر دولة قوية وكلمتها مسموعة، التحالف فيه 41 دولة والباب مفتوح لباقي الدول، نسعى لمحاولة إقناع الجزائر بالمشاركة في هذا التحالف برغم التحفظات، وهناك سعي للتعاون معها في المجال الاستخباراتي برغم عدم عضويتها في التحالف".

ما خلفيات غياب الجزائر؟

من الجزائر، قال المحلل السياسي الجزائري الدكتور أحمد عظيمي وهو عسكري سابق، في تصريح هاتفي لفرانس24، "إن التحالف السعودي لا يعني أي شيء لنا على اعتبار أن الدول المشاركة فيه فاقدة للقرار وخاضعة للنفوذ الغربي" .

وأضاف عظيمي: "إذا كان الهدف هو تحرير الدول العربية والدفاع عنها فأهلا به، لكن في إطار مواجهة دول إسلامية فلا يمكن للجزائر أن تبارك التحالف".

وأرجع عظيمي، وهو أيضا الناطق باسم حزب طلائع الحريات الذي يرأسه المرشح السابق للرئاسة في الجزائر، علي بن فليس، السبب المباشر لعدم مشاركة الجزائر في "التحالف العسكري"، إلى الجانب القانوني والإيديولوجي، والذي يتمثل أساسا في عدم قانونية مشاركة الجيش الجزائري في أي صراع مسلح خارج الحدود.

كما قال الدكتور عظيمي عن إيران التي تتهمها السعودية بدعم الإرهاب، وعن تصنيف "حزب الله" اللبناني تنظيما إرهابيا: "في رأيي الشخصي، إيران من حقها بناء نفسها والدفاع عن مصالحها، وفي الجزائر، لا يمكن أن نعتبر حزب الله اللبناني إرهابيا، حيث إنه يدافع عن وطنه وأرضه ضد الاحتلال الإسرائيلي".

أما عن التنسيق مع "التحالف العسكري" السعودي ، فقال عظيمي: "ليس من مصلحة الجزائر ولا يمكن لها التعاون أو التنسيق مع التحالف العسكري ".

المصدر: لفرانس24
101/104