هل سيكون هناك صدام عسكري بين ايران والسعودية؟ سفير إيراني يجيب..

الخميس 23 نوفمبر 2017 - 16:25 بتوقيت غرينتش
هل سيكون هناك صدام عسكري بين ايران والسعودية؟ سفير إيراني يجيب..

ايران_الكوثر: رفض السفير الإيراني في الأردن مجتبى فردوسي بور الاتهامات الموجهة لبلاده بالتدخل في شوؤن الدول العربية، لافتاً أنّ المملكة العربية السعودية هي التي تتدخل، وطارحاً استقالة الحريري كمثال.

وقال فردوسي بور في مقابلة خاصة لوكالة "سبوتنيك"، رداً على اتهامات بعض الدول العربية لبلاده بالتدخل في سوريا والعراق، "حضور إيران في العراق له شرعية، فعندما قدمت إيران القوات لمكافحة الإرهاب في الأراضي العراقية، تم استئذان حكومة العراق المركزية المنتخبة من طرف الشعب العراقي للدخول لمكافحة الإرهاب في العراق. وذات الأمر حصل في سوريا التي سمح نظامها الشرعي بدخول مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري، فحضورنا في البلدين له شرعية. وهذا ينفي صحة ما يتم الترويج له بأن إيران احتلت الأراضي العربية أو العواصم العربية أو إنها تتدخل في الشؤون العربية".

وأضاف "ما سبق لا يُعدُّ تدخلاً، لكن لا بد من تحديد مفهوم التدخل، والسؤال هنا، عندما أجبرت المملكة العربية السعودية رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أن يستقيل من منصبه خلال زيارة عادية بروتوكولية، ألا يمكننا اعتبار ذلك تدخلاً؟".

قلت في وقت سابق بأنكم كنتم مع فكرة الإصلاح السياسي في سوريا حتى قبل الأزمة، اليوم كيف ترون أفق الحل السياسي في سوريا؟

أولاً لا بد من النظر إلى الأزمة السورية على أن الهدف منها هو ضرب جبهة الممانعة والمقاومة، والظرف قبل الأزمة الظرف كان مختلفاً عنه بعد الازمة، المهم الآن هو إنهاء الأزمة، وعودة سوريا سالمة موحدة ونظامها وجيشها موجودان، والمهم إعادة اللاجئين الى بلادهم والاطمئنان إلى عدم التدخل في الشؤون السورية أو ضرب الأراضي السورية وعندما تبدأ مرحلة إعادة الإعمار والبناء لا بد ان تبدأ مرحلة تقرير المصير للشعب السوري، وهو الذي يقرر مصيره فقط.

وعندما علت الأصوات المنادية بعقد انتخابات بدون وجود الرئيس بشار الأسد، نحن قلنا لا علاقة لأحد بذلك لأن هذا قرار الشعب السوري. السؤال: لأي سبب يتم هذا التدخل في الشأن السوري السافر؟ ولو تم تنفيذ فكرة التدخل في سوريا ومنع الرئيس بشار من الترشح في سوريا لتم تعميم هذه الفكرة في كل بلدان الإقليم. فنحن نرفض تدمير البلدان العربية. ونظرتنا هذه واحدة للجميع لسوريا واليمن والبحرين والعراق ومصر وتونس هذا من حق الشعب ان يقرر مصيره بيده. وهنا نريد تعريف "ما هو التدخل؟"

هل ستشارك إيران في إعادة إعمار سوريا والعراق؟

طبعاً، وأود الإشارة إلى أن إعادة الإعمار يجب أن تكون بيد حكومتي البلدين في سورية والعراق، هاتان الحكومتان هما من تدعوان الأطراف المعنية. ونحن لا نرفض مشاركة كل اللاعبين الإقليميين والدوليين، من الضروري أن يشارك الجميع في حل الكارثة الحاصلة في سوريا والعراق.

في المستقبل هل ثمة صراع محتمل بين السعودية وإيران بصورة مباشرة؟

لا أتصور ذلك، أبداً، ولا يمكننا تصور حرب من طرف إسرائيل على إيران، لقد انتهينا من موضوع الحروب ضد ايران كاملة أنا أقصد أن حرب أميركا وإسرائيل ودول الإقليم ضد إيران أصبحت من الماضي، لأن ايران إبان الثورة الإسلامية كان جيشها منهاراً، والحرس الثوري كان في بداية ولادته، لكن إيران حاليا تمتلك قدرات دفاعية، وأريد التركيز على أن جيش إيران هو جيش دفاع وامتلاك الصواريخ هو دفاعي بالدرجة الأولى وليس هجومي.

وإذا نظرنا إلى تاريخ إيران خلال 400 سنة فسنجد أن إيران لم تعتد على أي بلد من بلدان الجوار. بل إنها بلد متعاطف مع كل بلدان الجوار وينظر إلى ممتلكات التنمية البشرية والاقتصادية والتقنية التي حققها طوال الأربعة عقود الماضية منذ بداية الثورة الإسلامية حتى الآن، على أنها يمكن أن تكون مشتركة ولمصلحة الجميع.

من هنا أدعو لبدء الحوار وتأسيس نادٍ اقتصادي مشترك مع العرب، وإنه سيكون طريقاً لإزالة كل المعوقات الموجودة، ومن ثم نصون أمننا الإقليمي المشترك، لأن أمن إيران من أمن باقي الدول العربية والعكس صحيح. وما دون ذلك ستكون خسارتنا كبيرة.

منذ بداية تعييني سفيرا لإيران في الأردن تفاوضت مع الجانب الأردني بهذا  الموضوع، وعرضت فكرة إقامة سكة حديدية مشتركة، وتاريخياً كانت هذه السكة موجودة وتمتد من تركيا إلى جدة في زمن السلطان عبد الحميد الثاني. وحتى تتحقق فكرة النادي الاقتصادي  المشترك، قلت لا بد أن تكون هذه السكة الحديدية. وقد تم وصل هذه السكة من إيران وحتى جنوب العراق في نهاية عام 2016، وقلت لو امتدت السكة من العراق إلى الأنبار لتصل الأردن ومن ثم العقبة وحتى المدينة المنورة وجدة، فإن مليون سائح ديني من دول تركيا والعراق وإيران سيستفيد من هذا الخط.