وتحدث يحيى العسيري رئيس منظمة " قسط لحقوق الإنسان" عن تعمد السلطات السعودية محاكمة النشطاء المدنيين أمام المحاكم الجزائية، في خلط واضح بين محاكمة نشطاء العمل المدني، ومحاكمة المتهمين بالإرهاب.
وشكك عسيري في الأسباب التي بررت بها السعودية الاعتقالات الأخيرة، مشيرا إلى أنه لا يمكن فهم قول السعودية إنها تسعى من هذه الحملة إلى مكافحة الفكر المتطرف، فيما تعتقل أصحاب الفكر المعتدل والإصلاحيين كالداعية الدكتور سلمان العودة، موضحا أن الهدف الحقيقي وراء حملة الاعتقالات الأخيرة هو محاولة الاستحواذ على السلطة وتركيزها في يد شخص واحد، وتكميم الأفواه.
لا رقابة
وقال العسيري إن الوضع الحقوقي في السعودية لا يمكن اختصاره في ورقة، وإن المشكلة الحقيقية تكمن في أن السعودية تتصرف بمنأى عن الرقابة الداخلية والخارجية، فبالنسبة للخارج تستطيع السعودية إسكات العالم بالصفقات والعقود، وبتحالفها القوي مع واشنطن، وفي الداخل بالقمع الشديد والتهديد والقوانين التي تسنها، كقانون مكافحة الإرهاب الجديد.
وأضاف عسيري أنه يجب على السلطات السعودية إذا كانت جادة في محاربة الفساد، أن تفتح المجال أمام الرأي العام للاطلاع على حيثيات المحاكمات التي تجري، معتبرا أن الهدف الرئيسي ليس محاربة الفساد بل الصراع على السلطة.
وشارك في جلسات المؤتمر صحفيون وأكاديميون بريطانيون وغربيون كانت لهم تجارب واهتمامات في دراسة التحولات التي تجري في دول الخليج الفارسي، وخاصة في السعودية.
وعرض الصحفي البريطاني هيو مايلز المختص في الشأن الخليجي تجربته في إنتاج فيلم عن اختفاء ثلاثة أمراء سعوديين، اختطفوا أو رحّلوا إلى السعودية، معتبرا أن هذا التاريخ يجعل الإطاحة بالأمراء واعتقالهم أمرا ليس جديدا.
وأضاف أنه من الطبيعي أن يشعر الصحفيون بالقلق في ظل وضع الحريات الحالي في السعودية، فوفْق مايلز إذا كان لا يمكن لأحد من أفراد العائلة الحاكمة المغادرة دون إذن شخصي من محمد بن سلمان فكيف سيكون حال الصحفيين والناشطين؟
وقال إنه من الصعب على الصحفيين الغربيين العمل في السعودية لأنهم يحتاجون لتصريح من الحكومة السعودية التي سترفض منح هذا التصريح إذا قام الصحفي بإنتاج تحقيقات أو أفلام مستقلة كما فعل هو.
السعودية و"إسرائيل"
التقارب السعودي "الإسرائيلي" لم يكن بعيدا عن الكلمات وأوراق العمل التي قدمت بالمؤتمر، وعبر أكاديميون وناشطون عن مخاوفهم من أن تكون له آثاره سلبية على القضية الفلسطينية.
وحذر البروفسور كامل حواش الأكاديمي ونائب رئيس "حملة التضامن مع فلسطين" من هذا التقارب وتأثيره على القضية الفلسطينية، وتحدث عن دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الرياض بطريقة مفاجئة، ولم يتم توضيح ما دار في هذا اللقاء، إلا أن بعض ما تسرب منه كشف عن أن الرئيس أُعلم بأنه قد يطلب من المخيمات الفلسطينية في لبنان أن يكون لهم دور إذا كان هناك هجوم على "حزب الله" لبنان ، وهذا برأي حواش أمر خطير، كما لفت حواش إلى أنه كان هناك حديث عن ضغط وإملاء سعودي على الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن يقبل بأي حل يقدمه ترامب.
وانتهى حواش للتعبير عن قناعته بأن التوجه والمحادثات والاتصالات السعودية التي تجري تحت الطاولة تعطي انطباعا أنه ربما خلال سنتين أو ثلاث سنوات سيرى المواطن العربي العلم "الإسرائيلي" يرفرف في الرياض.
المصدر: الجزيرة نت
101/104