تؤكد معلومات موثوقة ان الرئيس الحريري كان «الوسيط» بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والقيادة الايرانية عبر ولايتي لبدء الحوار حول اليمن وتأمين «مخرج لائق» للسعوديين من مستنقع اليمن بعد فشل العدوان المستمر منذ عامين الا بضعة اشهر.
وكانت بداية هذا التفاوض تنص على «هدنة اعلامية» من ايران وحزب الله ووقف ما تسميه «التحريض» ضدها وخصوصا من اعلام حزب الله ضدها وتبنيه موقفاً رافضاً لكل ما تقوم به السعودية والتحالف المعادي الذي تقوده.
وتبلغ الحريري من الجانب الايراني وحزب الله ان لا مانع من هدنة اعلامية مع السعودية ولا مانع من اي حوار معها اذا ما كانت جادة في انهاء الازمات في المنطقة ووقف العدوان في اليمن والخروج من هذا البلد واعادة اعماره وكذلك انهاء الازمة السورية والاستجابة للتسوية الروسية- الاميركية- الايرانية والتي تقتضي بحل الازمة السورية سلمياً والعودة الى طاولة المفاوضات من ضمن سقف بقاء النظام الحالي وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الجميع معارضة الداخل ومعارضة الخارج.
وتشير المعلومات الى ان السعودية كما يبدو كانت تريد من ايران وحزب الله ان يشكلا غطاء لممارساتها وان «تشتري» سكوتهما على ممارساتها العدائية في المنطقة واذا رفضا يتم اللجوء الى «الخطة باء» وهي تفجير الوضع اللبناني.
وهكذا كان وبعد اقل من ساعات على رفض ايران وحزب الله ان يكونا شاهدي زور على الممارسات اللانسانية السعودية. وكذلك عدم تمكن السعودية من تثبيت وجود قوات فعلية لايران ولحزب الله على ارض اليمن او وجود ادلة انهما يدعمان اليمنيين بالسلاح والمال والعتاد والصواريخ. فأتى الرد السعودي من البوابة اللبنانية حيث تم اعتقال الرئيس الحريري واجباره على الاستقالة في اليوم التالي واحتجازه مع عائلته في ظروف اقل ما يقال عنها انها «ستالينية» كما تؤكد المعلومات نفسها اذ يتم التحكم عبر ضابط من المخابرات السعودية بأقل تفصيل من تحركات الحريري وتصرفاته اليومية من استعمال الهاتف والاتصال بالخارج ونوع وعدد الكلمات التي تستخدم وتستعمل بالاضافة الى التحكم باللقاءات الخارجية والاستقبالات بالاضافة الى نوع الطعام ومصدره وغيرها من التفاصيل اليومية.
هذه المعطيات التي وردت اعلاه لم تكن الاسباب الوحيدة التي دفعت بالقيادة السعودية الى اجبار الحريري الى الاستقالة واحتجازه وعائلته في احد القصور الملكية في الرياض بل هي حجة لتنفيذ المخطط الرامي الى الاجهاز على ايران وحزب الله بالاضافة الى تصفية حساب مع كل من الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري وكل من يخالف توجهات المملكة «السامية» تجاه حزب الله وايران ولو كان زعيماً سنياً وابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري. فحراجة المأزق السعودي وفشلها في كل حروبها العبثية في المنطقة تجعلها تعتقد ان الانتقام من حزب الله وايران اللذين تحملهما اسباب فشلها خير سبيل «لفش خلقها».
علي ضاحي - الديار