الشيخ جعفر السبحاني التبريزي أحد العلماء المعاصرين، ومن مراجع الدين المعروفين في قم والعالم الإسلامي.
اعتنى كثيراً بتدريس وتعليم طلاب "الحوزة العلمية"، فبدأ في عام 1361 هـ بتدريس المقدمات وهو في الثامنة عشرة من عمره، وبعد ذلك أخذ بتدريس مرحلة السطوح، وكذلك البحث الخارج، هذا بالإضافة إلى تدريسه: العقائد، وعلم الرجال والدراية، وتاريخ الإسلام والتشيّع والملل والنحل، والتفسير والآداب، وغيرها من البحوث.
من نشاطاته، المشاركة في تأسيس مجلة مكتب الإسلام، والمشاركة في كتابة دستور إيران، وتأسيس مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام)، وتأسيس معهد الكلام الإسلامي، والاشتراك في المؤتمرات العلمية، له مؤلفات كثيرة منها: مفاهيم القرآن، وبحوث في الملل والنحل، ورسائل ومقالات، وتهذيب الأُصول، والموسوعة الرجالية الميسرة. وغيرها من الكتب.
ولادته
ولد الشيخ جعفر السبحاني في 28 شوال سنة 1347 هـ في تبريز، وهي إحدى المدن الإيرانية ؛ فوالده آية الله محمد حسين السبحاني الخياباني، (1299 ـ 1392 هـ)، أحد فقهاء تبريز.
دراسته
بعد أن أتمّ دراسته الإبتدائية، دخل في مدرسة المرحوم ميرزا محمود فاضل، (وهو ابن الشيخ فاضل المراغي من تلامذة الشيخ الأنصاري)، وفي هذا المكان تعلّم وطالع متون الأدب الفارسي، وفي الرابعة عشرة من عمره(1361 هـ) دخل المدرسة الطالبية في تبريز، ودرس فيها مرحلتي المقدّمات والسطوح، فقرأ العلوم الأدبية على المرحوم الحاج الشيخ حسين النحوي، والشيخ علي أكبر النجومي، ودرس قسماً من المطول، ومنطق المنظومة، وشرح اللمعة على يد العلاّمة الميرزا محمد علي المدرس التبريزي الخياباني صاحب كتاب "ريحانة الأدب". كما درس على يد الأديب الشيخ علي أكبر الأهري، وقرأ على يد والده الشيخ محمد حسين الخياباني التبريزي، الفقه وأُصوله وشيئاً من فرائد الشيخ الأنصاري، وقد استمرت فترة دراسته هذه إلى خمس سنوات (أي إلى عام 1365 هـ)، وكان إلى جانب دراسته يُدّرس دروس المقدّمات، ويؤلّف، ومن آثاره في تلك الأيام: كتاب «معيار الفكر» في المنطق، و «مهذب البلاغة» في علم المعاني والبيان والبديع.
الهجرة إلى قم
بعد الاضطرابات السياسية والعسكرية الّتي حدثت في أذربيجان، وظهور الفرقة الشيوعية وتأسيس الحكومة التابعة للاتحاد السوفيتي (المنحل)، أصبحت الدراسة في تبريز أمراً صعباً، ولذا فقد بدأ بالبحث عن مكان بديل ليستمر في دراسته، فشدّ الرحال إلى مدينة قم المقدّسة حدود عام (1366 هـ)، والتحق بـالحوزة العلمية ليكمل ما قرأه في موطنه على أساتذة السطوح العالية، فأتمّ «فرائد الأُصول» على يد الميرزا محمد مجاهدي التبريزي، وميرزا أحمد الكافي، ودرس "كفاية الأصول"عند آية الله السيد محمد رضا الكلبايكاني المتوفّى 1414 هـ .
أساتذته:
نذكر منهم ما يلي:
1- السيّد حسين الطباطبائي البروجردي .
2- السيّد محمّد حجّت الكوهكمري .
3- السيّد محمّد حسين الطباطبائي .
4- الشيخ حسين الحلّي .
5- الإمام الخميني .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي:
- السيّد محمود الجلالي المازندراني.
- الشيخ محمّد حسين الحاج العاملي.
- الشيخ حسن محمّد مكّي العاملي.
- الشيخ علي الربّاني الكلبايكاني.
- الشيخ سيف الله اليعقوبي.
- الشيخ علي أكبر كلانتر.
- السيّد مصطفى الخميني.
- الشيخ محمد أمين نجف.
- الشيخ محسن الحيدري.
- الشيخ داود الإلهامي.
- السيّد رياض الحكيم.
نشاطاته :
للشيخ السبحاني نشاطات مختلفة نذكر منها ما يلي:
المشاركة في تأسيس مجلة مكتب الإسلام:
في الفترة التي سبقت سنة 1378 هـ، كان الشباب يعاني من الفراغ الفكري، وفي هذه الظروف الصعبة قام الشيخ وعدد من فضلاء الحوزة، وبتوجيه من المراجع آنذاك ودعم من المؤمنين، بالعمل على إصدار مجلة ترعى الشباب وتجيب عن إشكالاتهم، وتنوّر أفكارهم، وتقرّبهم من دينهم وعقائدهم، وهكذا صدرت مجلة «دروس من مكتب الإسلام"، باللغة الفارسية، وهي مجلة شهرية منتظمة، صدر العدد الأوّل منها في جمادى الأُولى عام 1378 هـ، وما زالت تصدر إلى الآن.
من المسؤوليات التي اتخذها على عاتقه مراجعة مواضيع المجلة وتقييمها وتصحيحها، وحث أصحاب القلم للمشاركة في الكتابة فيها ورفدها بالجيد والجديد من نتاجاتهم الفكرية والعلمية والأدبية.
المشاركة في كتابة دستور إيران:
بعد انتصار الثورة الإسلامية شارك في انتخابات «مجلس الخبراء لكتابة الدستور»، ممثلاً لأهالي محافظة آذربيجان الشرقية (تبريز وتوابعها)، وقد أحرز المرتبة الأُولى في محافظته والثانية في إيران بعد المرحوم آية الله الطالقاني، وبهذا فقد شارك وبشكل فاعل في كتابة دستور إيران.
تأسيس مؤسسة الإمام الصادق:
من أبرز ما قام به تأسيس هذا المركز العلمي، فمؤسسة الإمام الصادق(ع)، مؤسسة إسلامية ثقافية تربوية يتركز نشاطها في مجال التأليف والتحقيق، وتربية الكوادر المتخصّصة في علم الكلام، والرد على الشبهات المثارة، ومن أجل نشر الإسلام الأصيل والتصدّي للأفكار المنحرفة والشبهات، بأُسلوب علمي، وبلغة هادئة بعيدة عن التشنج والتطرّف، وغير ذلك.
تأسيس معهد الكلام الإسلامي:
لقد نال علم الكلام اهتماماً واسعاً في الحوزة العلمية) في مدينة قم المقدسة)، إدراكاً لضرورة الانفتاح على التيارات الفكرية والإجابة عن الشبهات المثارة حول المسائل العقائدية ومن أجل رفع المستوى الفكري والديني لدى كافة طبقات المجتمع، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، فقد تم في عام 1412 هـ، افتتاح معهد يختص بالدراسات الكلامية، وهو مرتبط رسمياً بإدارة الحوزة العلمية ، ومن الجانب العلمي فهو تحت إشراف الشيخ، وبإدارة مجموعة من الكوادر المختصيّن والأساتذة الكفوئين، وقد مرّت الدراسة في المعهد منذ تأسيسه بمرحلتين تختلفان عن بعضهما في أُسلوب التدريس ومنهج التعليم ونظام التقييم والاختبار.
إصدار مجلة الكلام الإسلامي:
إنّ ارتفاع المستوى العلمي والكلامي لطلبة معهد الكلام الإسلامي يدفعهم إلى طرح أفكار جديدة لها قيمتها المتميّزة والهامة، ولهذا السبب أقدمت إدارة معهد الكلام الإسلامي وبتوجيه من الشيخ السبحاني على إصدار مجلة كلامية فصلية وهي مستمرة في الصدور باسم (كلام اسلامى) منذ عام 1413 هـ، إلى يومنا هذا، تلبي هذه الحاجات، وتنشر ما يكتب بأقلام أساتذة المؤسسة وطلاب المعهد والحوزة العلمية، بعد عرضه على هيئة التحرير المؤلفة من مدرسي المعهد الّتي يرأسها الشيخ «حفظه الله»، وكما أنّ المجلة تصدر باللغة الفارسية، وقد نالت هذه المجلة إعجاب القرّاء، لما يُنشر فيها من بحوث هامة ومقالات قيّمة.
الدفاع عن الإسلام ومذهب أهل البيت:
إنّ من يلاحظ فهرس مؤلفات وآثار سماحة آية الله السبحاني، والعناوين العديدة للمؤلفات الّتي كتبها دفاعاً عن عقائد الإسلام والمذهب ورداً على الشبهات الّتي يثيرها أعداء الوحدة الإسلامية ودعاة التفرقة، والذين لا يهدفون من ورائها إلاّ إضلال المسلمين وصرف أفكارهم عن جادة الصواب والفكر الإسلامي الأصيل.
الاشتراك في المؤتمرات العلمية:
بالإضافة إلى التدريس والتأليف، فإنّ له مشاركات قيّمة، بين الحين والآخر في العديد من المؤتمرات والمحافل العلمية المنعقدة داخل الجمهورية الإسلامية وخارجها، حيث استطاع من خلال هذه المؤتمرات تبيين عقائد الشيعة، وردّ الشبهات المثارة.
مؤلفاته
ألّف ما يربو على 250 كتاباً ورسالة تشتمل على موسوعات وكتب دراسية وكراريس خاصة بالشباب وشرائح المجتمع المختلفة، وباللغتين العربية والفارسية، وتتميز مصنفاته بالتنوّع، فقد خاض في أكثر العلوم الإسلامية، ومنها:
- مفاهيم القرآن (في عشرة أجزاء).
- منشور جاويد في تفسير القرآن (في 14 جزءاً بالفارسية).
- بحوث في الملل والنحل(في ثمانية أجزاء).
- محاضرات في الإلهيات(في أربعة أجزاء).
- الوهابية في الميزان.
- رسائل ومقالات (في ستة أجزاء ).
- تهذيب الأُصول(في 3 أجزاء).
- إرشاد العقول إلى مباحث الأُصول(في 4 أجزاء).
- المحصول في علم الأُصول(في 4 أجزاء).
- الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف (في 3 أجزاء).
- أحكام الصوم في الشريعة الإسلامية الغراء.
- الخمس في الشريعة الإسلامية الغراء.
- نظام المضاربة في الشريعة الإسلامية الغراء.
- نظام النكاح.
- نظام الإرث.
- الحج في الشريعة الإسلامية الغراء (في خمسة أجزاء).
- أحكام البيع في الشريعة الإسلامية الغراء (في جزأين).
- الاعتصام بالكتاب والسنة.
- رسائل فقهية(في 6 أجزاء).
- تذكرة الأعيان(في جزأين).
- شبهات وردود.
- نظرية المعرفة.
وقد أشرف الشيخ على موسوعات ومعاجم عديدة من تأليف اللجان العلمية والتحقيقية لمؤسسة الإمام الصادق، نذكر أهمها:
- موسوعة طبقات الفقهاء.
- معجم التراث الكلامي.
- معجم طبقات المتكلمين.
- الموسوعة الرجالية الميسرة.
كما أشرف على عمل لجان التحقيق في المؤسسة، والّتي تصدّت لتحقيق عشرات المخطوطات من الكتب الإسلامية والّتي كان بعضها قد طبع طباعة حجرية قبل عشرات السنين، حيث تم إخراجها ونشرها بشكل يسهل قراءتها ومن ذلك:
- تحرير الأحكام الشرعية للعلاّمة الحلّي (في ستة أجزاء ).
- الجامع للشرائع ليحيى بن سعيد الحلّي.
- المهذب لابن البراج .
- إصباح الشيعة في أحكام الشريعة للكيدري.
- كفاية المحصلين في شرح تبصرة المتعلمين، للميرزا محمد علي المدرس(في جزأين).
- الذريعة إلى أُصول الشريعة، للشريف المرتضى.
- نهاية الوصول إلى علم الأُصول، للعلاّمة الحلّي(في خمسة أجزاء).
- غاية الوصول وإيضاح السبل، للعلاّمة الحلي.
- نهاية المرام في علم الكلام، للعلاّمة الحلّي(في ثلاثة أجزاء).
- شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام، للاهيجي.
- الدر الثمين (ديوان المعصومين).
- اللآلئ العبقرية في شرح العينية الحميرية، للفاضل الهندي.
- رجال البرقي.
- الكرام البررة، لآغا بزرك الطهراني.
تدريسه:
يقوم سماحته في الوقت الحاضر بتدريس بحوث الخارج في الفقه والأُصول في الحوزة العلمية بقم المقدّسة.
المصدر : ويكي شيعة وموقع مركز الهدى للدراسات الإسلامية