هاجَ للطفِّ والحسينِ الشهيدِ ********* في سِنينٍ أتَتْ بِكُلِّ شديدِ
فهو قَلبُ الأسى وصبرٌ أسيفٌ ******** لضياعِ السَّدَادِ والتسديدِ
ذاكَ زينُ العِبادِ مِيراثُ طه ******* وطريحُ الفِراشِ يومَ الجُحُودِ
يومَ "عاشورَ" والحسينُ مُحاطٌ ******** بجُيوشٍ ورِدَّةٍ وحُقُودِ
و(بَناتُ النبيِّ) يندُبْنَ بَدراً *********** غالَهُ بالظلامِ أهلُ الكَنُودِ
والوريثُ الوصيُّ يشْكُو وبيلاً ********* من أنينٍ وغُصَّةٍ وصَهِيدِ
ليس يقوى على القيامِ دِفاعاً ********** عن إمامٍ مُجاهدٍ وسَدِيدِ
وهو صادٍ كما (الحُسينُ)وحيداً ******** بينَ جيشٍ عرَمرَمٍ عِربيدِ
أصلَتَ السَّيفَ والرِّماحَ جَزاءً ********** لنبيِّ الهُدى بِقتْلِ الحفيدِ
ورَمى باللَّظى بحيثُ الثَّكالى ****** يَحتوِشْنَ السَّقيمَ رَمْزَ الصُّمُودِ
جِئْنَهُ والحَشا يَمُورُ التياعاً *********** ناحِباتٍ ولاطِماتِ الخُدُودِ
فلقد أُسقِيَ الحُسينُ حِماماً ******** فيهِ ثاراتُ "خَيبرٍ" و"يزيدِ"
فيهِ أحقادُ زُمْرةِ الكُفرِ طُرّاً ********** والمُعادِينَ للرَّسُولِ الوَدُودِ
وخُصُومِ (الغديرِ) خانُوا وَصِيّاً ******* حازَ بالتضحياتِ كُلَّ الخُلُودِ
مُنذُ عاشُورَ والبلايا ثِقالٌ *********** والإمامُ السَّجّادُ صَبرُ الصِّيدِ
يحتسي الماءَ باكياً لمُصابٍ ******** حلَّ بالمصطفى وآلِ السُجُودِ
في ثرى كربلاءَ ثَمَّ ائتِلاقٌ ********* وانتصارٌ على دُعاةِ الصُّدُودِ
فالإمامُ الذي اُذِيقُ الرزايا ********** بارتِدادٍ .. قد فازَ بالتوحيدِ
ولَزَينُ العبادِ درعٌ حصينٌ ********* ذادَ بالزُّهدِ عنِ جهادِ الشهيدِ
فلقد صانَ بالحسينِ لِواءً ****** يخفقُ اليومَ في أيادي (الحُشُودِ)
يرفَعُ النصرَ عالياً باقتدارٍ **** في رُبىً أُشعِلتْ بِ " نارِ الجُمُودِ"
تلك (هيهاتُ) صرخةُ الحقِّ تعلُو **** وبرغمِ الطغاةِ نحو الصُعُودِ
إنَّ نهجاً سَما بفخرِ اصطبارٍ ******** وتسامى في كلِّ سهلٍ وبِيدِ
لنْ يُمَحَّى فكربلاءُ انعتاقٌ ********** يتحدى العِدى بكسرِ القُيُودِ
شعر: حميد حلمي زادة
20 محرم الحرام 1439