حول الفوارق بين أهل السنة والوهابية..!

السبت 7 أكتوبر 2017 - 09:54 بتوقيت غرينتش
حول الفوارق بين أهل السنة والوهابية..!

الكوثر - أفكار ورؤى

يبلغ عدد أهل السنة نحو مليار وثلاثمائة مليون نسمة، وهم بذلك يشكلون الأكثرية والقسم الأكبر من نفوس العالم الإسلامي. ويمكن من خلال نظرة للبنى الداخلية للمجتمعات السنية اكتشاف أن هذا التيار الكبير يشمل شعباً وتفريعات عديدة طبقاً لمعايير تصنيفية متنوعة منها التصنيفات الفقهية، والكلامية، والعقيدية و… الخ. وكما نلاحظ من خلال الأحداث الأخيرة فقد كان أهل السنة أيضاً من ضحايا الغدة السرطانية الإرهابية التكفيرية. لا تشكل التيارات الإرهابية سوى جزء صغير جداً من النزعة السلفية لدى أهل السنة والتي لا تصل بدورها إلى عشرة بالمائة من أهل السنة إلّا بالكاد. ولكن على الرغم من الحجم الصغير والعدد القليل لهذه التيارات إلّا أنها تحولت اليوم وبسبب الدعم الإعلامي والتسليحي والمالي والسياسي لأمريكا وإسرائيل ومرتزقتهما في المنطقة، إلى معضلة يعاني منها العالم الإسلامي، لكن هذه المعضلة أخذت بالارتفاع والتبدد والحمد لله بفضل قدرات محور المقاومة.

طبقاً لأحد التصنيفات يتوزع أهل السنة على ثلاث مجاميع هي: العادية، والصوفية، والسلفية.

1 ـ أهل السنة العاديون هم جماعات تنضوي تحت لواء المذاهب الكلامية والفقهية الأربعة لأهل السنة، وتتحاشى الاتجاهات الفرعية والمتطرفة في التعاليم الدينية. ولهذه الجماعات من أهل السنة مميزاتها الخاصة في السلوك والتعاليم حسب التيار الكلامي الذي تنتمي له. ويمكن القول إن غالبية أهل السنة أي حوالي ستين بالمائة منهم يندرجون في إطار هذه الفئة.

2 ـ الصوفية: توجد مذاهب وطرق صوفية لدى الشيعة أيضاً، بيد أن معظمها في العالم الإسلامي تنتمي إلى الاتجاه السنّي. تكوّنت جذور التصوف الإسلامي في القرنين الثاني والثالث للهجرة وتوجد في الوقت الحاضر قرابة مائة فرقة صوفية تضم نحو 450 مليون نسمة في العالم. وتشير بعض هذه التقسيمات إلى أن من بين هذا العدد هناك نحو عشرين مليون صوفي شيعي.

التصوف نهج ممتزج بالدين، ويعتقد أتباع هذا النهج أن هذه الطريقة هي أفضل السبل للوصول إلى الحق (الله)، وبوسع الإنسان بعد التفكر والتجربة والمشاهدة والسير والسلوك أن يصل إلى غايته النهائية المنشودة الأصلية. لقد كان الطابع الرئيس للتصوف في بداياته متمثلاً في الزهد المفرط والخشونة المتعمدة وممارسة عبادات شاقة مضنية والعزلة عن المجتمع، لكنه ابتعد تدريجياً عن هذه النزعة واختلط بثقافات ومعتقدات وأعراف النحل الأخرى، فأضحى مشحوناً بالانحرافات والاعوجاجات والأعراف والتقاليد المفتعلة غير الدينية.

3 ـ الوهابية: تكوّنت النزعة السلفية منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر للميلاد بعد سقوط الامبراطورية العثمانية وانحدار المسلمين نحو الانحطاط والذل، وعقب الهجمات الشاملة السياسية والاقتصادية والثقافية التي شنتها البلدان الغربية على المجتمع الإسلامي. وتلو هذه الظروف طرح بعض المفكرين والشخصيات في العالم الإسلامي ممن أقلقهم مستقبل المسلمين ولأجل الخروج من الظروف المهينة التي كانوا يعيشونها، طرحوا نظرية العودة إلى حقبة السلف الصالح. وقد كانت العودة إلى حقبة السلف في البداية مجرد نظرية لكنها استكملت بعد ذلك وتحولت إلى مذهب واعتبرت نفسها هي فقط المعيار الأصلي للدين، وحكمت على أية أفكار أو مذاهب تختلف عنها بالخروج عن دائرة الإسلام. من الواضح جداً أن السلفية انبثقت كرد فعل على المناحي غير المنضبطة للصوفية ونتيجة الظروف العصيبة التي عاشها المسلمون. بيد أن هذه النزعة الفكرية لم تستطع اجتذاب كثير من الأنصار. وفي الوقت الحاضر فإن السلفيين لا يشكلون أكثر من عشرة بالمائة فقط من أهل السنة. وعلى الرغم من هذا يسعى هذا التيار بمنحاه التكفيري إلى فرض نفسه على المجتمع الإسلامي الكبير، لذلك ينبغي علينا التمييز بين أهل السنة والنزعة السلفية.

المصدر: موقع الجوار