عبدالله بن أمير المؤمنين (ع)

الأربعاء 27 سبتمبر 2017 - 13:45 بتوقيت غرينتش
عبدالله بن أمير المؤمنين (ع)

أنصار الحسين-الكوثر

هذا عبدالله
أبوه عَلَم الإسلام الشامخ، صاحبُ السَّبق إلى المعالي والشرف الباذخ، أوّل مَن أسلم، والأتقى والأقضى والأعبد والأعلم، شَهِدَت له المواقفُ والمواقع أنّه الشَّهم المقدام، والشجاع الهمام، فكتب اللهُ تعالى على يديه النصر، وكتب له فرائد الفخر، فانتسبت له المناقب والفضائل خاضعة، وسجدت عند قدميه المفاخر خاشعة.. إنّه أمير المؤمنين، وسيّد الوصيّين، عليُّ بن أبي طالب سليل الأحناف الموحّدين، وأبوالأئمّة الميامين، صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
وأمُّه أمُّ البنين، فاطمة بنت حِزام سليلة الشجاعة والنجابة والكرم، وحليلة العِزّ والفضل والقيم.. وقد كان لها من أمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام أربعة أولاد قَدّمَتْهم بين يدَي إمامها سيّد شباب أهل الجنّة أبي عبدالله الحسين عليه السّلام؛ ليكونوا شهداءَ أبرارَاً مكرَّمين، هم: العبّاس فتى البطولة والنجدة والإباء، ووَريث الشرف والإخاء والوفاء، وجعفر وعثمان، وعبدالله رضوان الله تعالى عليهم (1).
وُلِد عبدالله بن أمير المؤمنين عليه السّلام بعد أخيه العبّاس بنحو ثماني سنين، فبقيَ مع أبيه ستَّ سنين، ومع أخيه الحسن المجتبى عليه السّلام ستَّ عشرة سنة، ومع أخيه الحسين عليه السّلام خمساً وعشرين سنة، وذلك مدّة عمره (2).

دعو إلى الشرف الأمثل
قال أهل السِّيَر: لمّا قُتل أصحابُ الإمام الحسين عليه السّلام وجملةٌ مِن أهل بيته، ورأى العبّاسُ بن عليّ عليهما السّلام كثرةَ القتلى في أهله، دعا إخوتَه مِن أُمّه، وهم: عبدُالله وجعفر وعثمان وقال لهم:
يا بَني أُمّي، تَقَدّموا حتّى أراكم قد نَصَحتُم للهِ ولرسوله؛ فإنّه لا وُلْدَ لكم.
وقيل: قال العبّاس بن عليّ لأخيه مِن أبيه وأُمّه « عبدالله بن عليّ »: تَقَدّمْ بين يدَيّ؛ حتّى أراك وأحتَسِبك؛ فإنّه لا ولدَ لك.
فكان « عبدُالله » أوّلَ مَن تَقَدّم بين يديه، فجعَلَ يَضرب بسيفه قُدماً ويجول فيه وهو يقول:

أنا ابنُ ذي النَّجْدةِ والإفضـالِ   ذاك عليُّ الخيرِ فـي الفِعـالِ

سيفُ رسـولِ اللهِ ذو النَّكـالِ   في كلِّ قومٍ ظاهرُ الأهوالِ (3)

وتَقَّدم عبدُالله فقاتَلَ قتالاً شديداً، حتّى اختلف هو وهاني بن ثُبيت الحَضرميّ بضربتين، فشدّ عليه هاني فضربه على رأسه فقتَلَه (4).
قال أبو الفَرَج الإصفهانيّ: قُتل عبدُالله بن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام وهو ابن خمسٍ وعشرين سنة، ولا عَقِبَ له (5).
وقُتل عثمان بن عليّ وهو ابن إحدى وعشرين سنة (6).
وقُتل جعفر بن عليّ وهو ابن تسع عشرة سنة (7).

سلام عليكم

مَصـارعُهُم في كربلا لا تَهاوَنَتْ      بسُـقياك أخلافُ الغَمـام النَّواضخُ

تَضَمّنْتِ أجسـاداً بهـا نِلتِ رِفعةً      عَنَتْ لِعُلاها الشـاهقاتُ الشَّـوامخُ

أقـامَتْ بكِ الزهـرا عليهم مَآتماًتَ    عُجُّ ليـومِ البعثِ فيـها الصَّوارِخُ

بنفسيَ آلَ المصطفى كم تَصَرَّعَتْ   على الطفِّ شُبّـانٌ لهم ومَشـايخُ

بنفسي ضُيوفاً فـي فَلاةٍ تَجرَّعوا     بها غُصَصاً ما بَينهُنَّ بَرازِخُ (8).

وفي زيارة الشهداء يوم عاشوراء:
السلامُ على الحسينِ بنِ عليٍّ الشهيد، السلام على عليِّ بنِ الحسين الشهيد، السلام على العبّاس بن أمير المؤمنين الشهيد. السلامُ على الشهداءِ مِن وُلْدِ أمير المؤمنين، السلام على الشهداء مِن وُلْدِ الحسن، السلامُ على الشهداءِ مِن وُلْد الحسين، السلام على الشهداءِ مِنْ وُلْد جعفرٍ وعقيل، السلامُ على كلِّ مُستَشْهَدٍ معهم من المؤمنين.
اَللّهمّ صَلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّد، وبَلِّغْهم عنّي تحيّة كثيرةً وسلاماً.. (9)
وفي زيارة الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فَرَجَه الشريف لشهداء كربلاء يوم عاشوراء.. نقرأ:
السلامُ على عبداللهِ بنِ أمير المؤمنين، مُبْلِي البَلاء، والمُنادي بالولاء، في عَرَصةِ كربلاء، المضروبِ مُقْبِلاً ومُدْبِراً، لعَنَ اللهُ قاتلَه هانيَ بن ثُبَيتٍ الحَضْرميّ (10).