عثمان بن أمير المؤمنين عليه السلام..بطل الإسلام الأوّل

الإثنين 25 سبتمبر 2017 - 15:34 بتوقيت غرينتش
عثمان بن أمير المؤمنين عليه السلام..بطل الإسلام الأوّل

أنصار الحسين-الكوثر

هو أشهرَ مِن أن يُعرَّف بأسرته، فأبوه: أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه، أوّل مَن آمن وصدّق وصلّى خلف النبيّ صلّى الله عليه وآله، وهو الأتقى والأعلم والأعبد والأقضى بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله.. بشهادة رسول الله صلّى الله عليه وآله نفسه في أحاديث وافرة ينقلها المسلمون على اختلاف مشاربهم. وهو سلام الله عليه بطل الإسلام الأوّل، شارك في جميع الحروب على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وبعده، فحارب المشركين والكافرين والقاسطين والمارقين والناكثين.. حتّى استُشهد في محراب صلاته صلوات الله عليه.
أمّا أمّه: فهي المرأة الجليلة الفاضلة أمّ البنين بنت حِزام، الكِلابيّة، كان أهلها من سادات العرب وأشرافهم وأبطالهم، وقد عُرِفت بالنُّبْل والوفاء والتضحية والولاء الصادق الراسخ لأهل البيت عليهم السّلام، فقدّمت أولادَها الأربعة: العباسَ وجعفراً وعبدَالله وعثمان ـ أبناءَ أمير المؤمنين عليه السّلام منها ـ إلى الركب الحسينيّ؛ ليكونوا شهداءَ بين يَدَي سيّدهم وإمامهم أبي عبدالله الحسين عليه السّلام.
وقد رُويَ عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال: إنّما سمّيتُه « عثمانَ »، بآسم أخي عثمان بن مظعون (1)، وهو الصحابيّ العابد، الحَييُّ الصالح الزاهد رضوان الله عليه (2).
عاش عثمان بن أمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام مع أبيه نحوَ أربع سنين، ومع أخيه الحسن عليه السّلام نحو أربع عشرة سنة، ومع أخيه الحسين عليه السّلام ثلاثاً وعشرين سنة ـ وهي مدّة عمره عند شهادته (3)، وقيل: كان يومَ قُتِل ابنَ إحدى وعشرين سنة (4).

إلى ساحة الوغى
لمّا رأى العبّاسُ بن عليّ عليهما السّلام كثرةَ القتلى في أهل البيت عليهم السّلام، قال لإخوته من أمّه وأبيه: عبدالله وعثمان وجعفر: تقدّموا يا بَني أُمّي، حتّى أراكُم نَصَحتم لله ولرسوله. والتَفَتَ إلى عبدالله أخيه ـ وكان أكبرَ مِن عثمان وجعفر ـ فقال له: تَقَدّمْ يا أخي حتّى أراك قتيلاً وأحتسبَك (5)، فقاتَلوا بين يَدَي أبي الفضل العبّاس.. حتّى استُشهِدوا بأجمعهم.

نِعِـمّـا قـرابيـنُ الإلـه                   مُجَـزَّريـنَ على الفُـراتِ

خيـر الـهـدايـة أن يكـو          .... نَ الهَدْيُ في زُمَرِ الهُداةِ

مِن بعدِ ما قَضَـوُا الصـلا        ....ةَ قَضَوا فِداءً للصلاةِ (6)

المَنال
لمّا قُتِل عبدالله بن الإمام عليٍّ عليه السّلام في ساحة طفّ كربلاء. دعا العبّاسُ عليه السّلام أخاه عثمانَ وقال له: تَقَدّمْ يا أخي ـ كما قال ذلك لأخيه عبدالله مِن قبل، فبرَزَ فاستُشهِد رضوان الله عليه ـ، فبرز عثمان.. وتقدّم إلى الحرب يضرب بسيفه وهو يقول:

إنّـي أنا عثمانُ ذُو المَفـاخِرْ        شيخي عليٌّ ذو الفِعالِ الطاهرْ

هـذا حسينٌ سيّـدُ الأخـايـرْ         وسـيّد الصغـارِ والأكـابـرْ

وفي روايةٍ أخرى أنّه قال:

إنّـي أنا عثمانُ ذو المَفـاخرْ         شيخي عليٌّ ذو الفِعالِ الظاهرْ

وإبـنُ عـمٍّ للنـبيِّ الطاهـرْ           أخي حسينٌ خيـرةُ الأخـايرْ

وسيّـدُ الكبـارِ والأصـاغرْ         بعد الرسولِ والوصيِّ الناصرْ

فما زال عثمان بن أمير المؤمنين عليه السّلام يقاتل.. حتّى رماه خَوْليُّ بن يزيد الأصبحيّ لعنه الله بسهمٍ فوقع في جبينه، فأوهَطَه (7)، فسقط عن فرسه لجنبه، وشدّ عليه رجلٌ من بني أبان بن دارم (8) فقَتَله واحتزّ رأسَه رضوان الله عليه (9).
فسلامٌ من الله تبارك وتعالى عليك يا شهيد كربلاء، ويا مَن قال فيه الإمامُ الحسين عليه السّلام وفي أهل بيته وأصحابه: إنّي لا أعلمُ أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهلَ بيتٍ أبَرَّ ولا أوصَلَ مِن أهل بيتي، فجزاكمُ اللهُ عنّي جميعاً خيراً (10).
وسلامٌ من الله عزّوجلّ عليك يا شهيد الولاء والوفاء، ويا مَن عناه الإمامُ المهديّ صلوات الله عليه وعلى آبائه بقوله في زيارته لشهداء الطفّ:

السلامُ على عثمانَ بنِ أميرِ المؤمنين، سَمِيِّ عثمانَ بنِ مَظْعون،


لعنَ اللهُ رامِيَه بالسَّهْم خَوْلِيَّ بنَ يزيدَ الأصبَحيَّ الإياديّ، والأبانيَّ الدّاريّ (11).