عبَراتٌ حسينية عاشورائية...قصيدة بمناسبة قرب حلول شهر محرم الحرام

الإثنين 18 سبتمبر 2017 - 11:12 بتوقيت غرينتش
عبَراتٌ حسينية عاشورائية...قصيدة بمناسبة قرب حلول شهر محرم الحرام

ثقافة - الكوثر يمكن اعتبار هذه قصيدة مَدخلاً إلى شهر محرم الحرام . لما فيها من عَرضٍ لعموميات الأحداث الاليمة والمفجعة لواقعة عاشوراء سنة 61 هجرية

ياعينُ جودي بالدموعِ وجدِّدي

حُزناً على آلِ النبيِّ محمدِ

في يومِ عاشوراءَ سِيموا مِحنَـةً

أدمتْ قلوبَ المسلمينَ العُبَّـدِ

هُمُو وصيةُ أحمدٍ وقرابَةٌ

طلبَ النبيُّ وِصـالَها بِتَـودُّدِ

أجـراً لـهُ فلقد هدانا للنُـهى

لولا رسولُ اللهِ لا لم نَعبُـدِ

قتلوا رسولَ اللهِ في سبطِ الهُدى

مَنْ كانَ منهُ محمدٌ في المَقصَدِ

مِني حسينٌ واْنا مِنهُ أرُومَـةً

نعُمتْ اُصولُ الأطهرينَ الزُهَّـدِ

يا ويلتا قُتِـلَ الحسينُ بكربلا

وهو الإمامُ البَـرُّ خيـرُ مُوحِّـدِ

حصرُوهُ عطشاناَ بأرضِ سِقايةٍ

حيثُ الفـراتُ يمُـدُّها بالموردِ

لكنَّ أهلَ الجـهلِ رامُوا ثأرَ مَنْ

هلكُوا على الكُـفرِ المبينِ المُحقَدِ

فهُمُو مواريثُ الضغائنِ والعَـمى

وبَنـو رسولِ اللهِ إرثُ السُجَّـدِ

أفـنَوهُمُ يومَ  الكريهةِ عِتـرةً

ما مثلُهم في العالمينَ وهم صَدِ

قطعوهُموُ إرَبـاً اُذيقـوا قَـتْـلَةً

تبكي لها عينُ الشريفِ الأصيدِ

قتلوا شبيهَ محمدٍ بجمـالهِ

وخصالِه وكلامِهِ في المُـجَّدِ

حرقُوا به قلبَ الحسين قساوَةً

إذ أبرحُوهُ بكلِّ طعـنٍ مُجهِـدِ

لم ينظُروا فيهِ النبيَّ محمداً

بل قطّعُوهُ وفَخرُهُ لم يُحمَدِ

فعلى عليِّ بنِ الحسينِ مدامعي

حَـرَّى ويا لِمصيبةٍ لم تَخمُـدِ

وسقَـوا رضيعاً للحسينِ بسَهمِهِم

شُلّتْ يدا الرّامي الحقُودِ المُعتدِي

ما كانَ أقسى قلبُ جيشِ عـدُوِّهِ

لو أنَّ صخراً رامَ ماءً لافتُدِي

عجباً وهذا بُرعمٌ من أحمدٍ

يُسقى بسهمِ الحتفِ معصُومَ اليَدِ

صلَّى عليه اللهُ طفلاً زاكيِاً

رُضِـعَ الشهادةَ وهو طُـهرُ المُحتَدِ

وا حُزنَ نفسي في بناتِ المصطفى

يَلقَيْن كربَ السَبيِ وَسطَ تشرُّدِ

ولقد رُزِئنَ بعادياتٍ جمّـةٍ

في كربلاءِ القاتلينَ حِمىً فُدِي

حُزني على اُمِّ المصائبِ زينبٍ

نظرتْ قرابيناً مَضتْ بِتعَـبُّـدِ

صرعى جُيوشٍ أسلمتْ بمحمدٍ

وحفيـدُهُ فوق الثرى لم يُلْـحَدِ

ولقد سقاهُ المجرمونَ بواتراً

والجيشُ بين مُفاخرٍ ومُعربـِدِ

ما استُشهدتْ في كربلاء قتيلةً

لكنّـها انهَـدَّتْ لهولِ المشهَـدِ

وتشمُّ جثمانَ الحسينْ مجَندلاً

حبّاً بِنبراسٍ شذا في المـولِدِ

من طيبِ فاطمةَ البتولِ وحيدرٍ

ودمِ الشهادةِ والفِـدا بالأجـوَدِ

فحسينُ ضحّى بالبنينِ وإخـوَةٍ

غُذُّوا صَفا التوحيدِ في بيتٍ هُـدِي

وهو ابنُ بنتِ المصطفى وحبيبُهُ

ودليـلُ آياتِ الكتابِ المُـرشِدِ

في كربلاءَ تضرَّجُوا بدمائِهم

وغدتْ مصارِعهُمْ مَشاعلَ لِلغَـدِ

 

بقلم: حميد حلمي زادة

المصدر: قناة الكوثر