وبالعودة في الزمن الى ما قبل 7 سنوات من الآن، يتم إدراك فحوى هذه الرسالة، حيث أدّى حادث انتحار مواطن تونسي بحرق نفسه إلى اندلاع ثورة في تونس أطاحت بالرئيس التونسي الذي فر الى السعودية مع عائلته، ثم توالت الأحداث في العالم العربي لتسقط بعدها حكومات مصر وليبيا.
وحاولت كل من الولايات المتحدة والدول الرجعية الركوب على موجة الحركات في المنطقة التي أصبحا تُعرف باسم حركات الصحوة الإسلامية، ثم عمدوا الى إدارة الأزمة ونقلها إلى سوريا التي كانت تُعتبر في الخط المقاوم الأول ضد الكيان الصهيوني وذلك بهدف تدمير الدولة العربية الأكثر ثوريّة ولكيّ يكون ذلك درعًا يحمي الدول الرجعية في المنطقة.
وعلى هذا الأساس بدأت عشرات المجموعات الإرهابية أعمالها بإدارة أمريكية ودعم مالي سعودي، لتتشكل تنظيمات إرهابية كداعش والنصرة وغيرها وتدخل في حرب وكالة عن الإدارة الأمريكية والدول الرجعية في المنطقة ضد الحكومة السورية حيث تستمر حتى الآن بعد مضي 7 سنوات من عمر الأزمة. ولا يخفى أن هدف الإدارة الأمريكية كان تجريد الأسد من السلطة بدون ذكر أي سبب منطقي أو حتى وضع خيار ثان مناسب بديل عنه.
ظروف المنطقة والدعم الواسع للإرهابيين المعارضين للأسد كانا واسعين ولم يسبقهما مثيل حتى أن أفضل المتفائلين لم يكن ليتوقّع انتصار الأسد بهذه الحرب، وحتى إيران لم تكن ترى في بادئ الأمر ضرورة التدخل وكانت تكتفي بالدعم المعنوي للحكومة السورية بسبب شرعيتها، وكانت تعتقد أن الأسد وبسبب الدعم الشعبي له يستطيع التغلّب على معارضيه.
لكن في ظل التدخل الغربي وحروب الوكالة التي شنتها الدول الإقليمية والدولية، أعلن قائد الثورة الإسلامية الامام السيد علي الخامنئي عن ضرورة مساعدة الدولة والصديق الأقدم لإيران وهي سوريا، وبالفعل فالتواجد الاستشاري لإيران بالإضافة الى التواجد الروسي شكّلا قدرة سياسية أفشلت المخططات الأمريكية في الميدان وفي مجلس الأمن، حتى وصلنا الى هذا اليوم الّذي نشهد فيه هزيمة المجاميع الإرهابية التي كانت ترتكب المجازر ضد الإنسانية.
واليوم وبعد جولات المفاوضات الأولى في جنيف التي شهدت تكبرا من قبل الإدارة الأمريكية في مواجهة الحكومة السورية، ها هي جولة المفاوضات "استانا 6" تؤكّد على شرعية الحكومة السورية في حين يؤكّد الجميع على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وعلى أولوية مواجهة الإرهاب فيها، وقد أقر المسؤولون الأمريكيّون مؤخرا أنه لا يمكن إزاحة الأسد، وحسب تعبير البعض منهم فقد انهزموا في الحرب لصالح الامام الخامنئي.
وفي نهاية المطاف فإن حكمة قائد الثورة الإسلامية ساهمت في الحفاظ على الحكومة السورية، وشكّلت عاملا جدّيًا لمكافحة الإرهاب.
مصدر : اسلام تایمز