كيف انتصر الأسد بأعصاب باردة؟

السبت 2 سبتمبر 2017 - 16:01 بتوقيت غرينتش
كيف انتصر الأسد بأعصاب باردة؟

سوريا / الكوثر: يأتي اعتراف الاحتلال الصهيوني بانتصار سورية على الإرهاب الدولي الذي يستهدفها منذ أكثر من ست سنوات، ليعطي دلالة واضحة أن اللعبة انتهت أو في خواتيمها.

وذلك بفضل إتقان الرئيس بشار الأسد “اللعب بالأوراق بأعصاب باردة.. وقدرته على الصمود في وجه كل الضغوط” بحسب صحيفة “معاريف” الصهيونية الصادرة اليوم السبت 2- أيلول/سبتمبر.

الحرب الإقليمية والدولية التي جاءت تحت مسمى الربيع العربي، استهدفت تفكيك وتدمير عدد من الدول العربية بينها سورية، في إطار محاولات إنجاح مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير الذي نادى به “شمعون بيرس” الرئيس السابق للكيان الصهيوني، و كان مفتاحه محاربة الإسلام والمقاومة في المنطقة.

لقد قال المحلل السياسي في موقع (ماكور ريشون) الصهيوني اساف غيبور: “إن الأسد أقوى اليوم من أي وقت مضى، بدليل أن ممثلين عن عشرات الدول شاركوا في التظاهرة الاقتصادية التي جرت مؤخراً في دمشق “معرض دمشق الدولي”، وأعربت هذه الدول عن استعدادها للمشاركة في إعادة إعمار سورية”، وهذا يتطابق تماماً مع ترجيح مبعوث الأمم المتحدة لسورية ستيفان دي ميستورا يوم الجمعة 1 أيلول “ما نشهده في رأيي هو بداية النهاية لهذه الحرب.. ما نحتاجه هو ضمان أن يكون ذلك أيضاً بداية للسلام، يبدأ التحدي في تلك اللحظة” وأضاف ديمستورا “نقترب من تفاهم ما حتى بين أولئك المشاركين في النزاع على أن الأولوية لإنهاء الأمر.. ما نحتاجه هو إنهاء الأمر بشكل دائم لا مجرد أن ننهي الصراع وحسب”.

هذه الاعترافات و غيرها كثير بتنا نسمعها من أصحاب القرارات الدولية والمحللين والمراقبين، جاءت نتيجة صمود الدولة السورية (شعباً وجيشاً وقيادة) ودعم الحلفاء في المقاومة (حزب الله و عدد من الفصائل الفلسطينية والعربية) والجمهورية الإسلامية في إيران وروسيا والصين وفنزويلا وكوريا الديمقراطية وغيرها من دول هذا المحور في كل أنحاء العالم.

ومع توالي انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه في الميادين واستعادة السيطرة على مزيد من الجغرافية السورية، تستمر الاستدارات العربية والاقليمية والدولية لتطرق أبواب دمشق من جديد، بهدف إعادة العلاقات الدبلوماسية ولعب سورية لدورها الحاسم والتاريخي على الصعد كافة.

المهم في كل ما جرى و يجري على الأرض السورية، هو أن دمشق رغم هذه الحرب الظالمة لم تحيد قيد أنملة عن دعمها للقضية المركزية (فلسطين) ودعم المقاومة العربية وأنها سوف تستمر في ذلك، و هذا ما أكد عليه الرئيس بشار الأسد في كلمته بمؤتمر وزارة الخارجية والمغتربين قبل عدة أيام عندما حدد محور الأعداء وجدد التأكيد على خيار سورية في استمرار الوقوف مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ودعم المقاومة.

إن سورية باتت دولة للمقاومة، وكانت وستبقى منطلقاً ومكاناً خصباً للعمل العربي المشترك وللتضامن العربي وللوحدة العربية المنشودة وقناعة الدولة السورية (شعباً وجيشاً وقيادة) دائماً أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغيرها.

نعيم إبراهيم - المحاور