يعتبر موسم الحج مناسبة فريدة حيث يجتمع جميع أهل الأرض من جميع الأجناس والشعوب والثقافات، كما ويعتبر محلاً لتبادل الآراء والهموم والتعرف على ما تمر به الأمة ويعلنوا تعاضدهم ووحدتهم وكان وما يزال الشعيرة السياسية الكبرى التي يجتمع فيها جميع المسلمين كتفاً إلى كتف ويداً بيد لا فرق بين الاعجمي والعربي وبين الاسود والأبيض ولا بين الشرقي ولا الغربي فالكل سواسية قلباً وقالباً ملباً ومنطقاً فالكل ينادي الاله الواحد بنفس التلبية وبنفس الطريقة وبنفس التوجه.
هذه الشعيرة التي ارعبت قلوب المستكبرين حتى جندوا جنودهم وعملائهم للنيل منها وتضعيفها واطفاء نورها فبدأوا يحاولون أن يظهروها بمظهر الشعيرة الفارغة التي لا تتعدى مجموعة من التصرفات والدوران حول الكعبة واداء بعض المناسك بل حتى أنهم تصرفوا في بعض المشاعر وغيروها وغيروا منهجها وطريقتها لحرف الافكار وتغيير السلوك وتبديل الدين حتى فقاموا بتغيير مدارج السعي والطواف واضافوا ما اضافوا وحذفوا ما حذفوا وقاموا بتغيير مكان المبيت في منى وغيروا شعيرة رمي الجمرات وفصلوا بين المسلمين بدل أن يوحدوهم وحاربوا كل من اراد أن يوحد كلمة الاسلام تحت شعار التوحيد ومناهضة الظالمين والمستكبرين والمستعمرين بدعوى أن هذه الشعيرة لا يمكن تسييسها لان ذلك يضر بمصالحهم عند اسيادهم ولكنهم عندما تتعلق الامور بملوكهم وامرائهم ومصالحهم يقومون بتسييس الحج والدعوة للملوك والامراء والحكام على حساب الدعوة للدين والحرية والانتفاض ضد الظالمين.
لكن ذلك لم يمنع ثلة من المسلمين والمؤمنين من حجاج بيت الله الحرام أن يقوموا بدورهم في التبليغ للدين وتوحيد صفوف المسلمين للدفاع عن حياض الاسلام والمغتصب من اراضيها فصاروا يخرجون في تظاهرة موحدة ويوافقهم العديد من المسلمين للنداء بالثبور لأعدء الاسلام من الصهاينة والامريكان والكفرة ممن يحاربون الاسلام.. لذلك تستمر الدعوة لاستغلال موسم الحج ليكون المنبر الابرز والاكبر والتظاهرة الموحدة للدعوة إلى تحرير الاراضي المحتلة في فلسطين ونصرة المسلمين في بورما والروهينجا الذين يعانون الأمرّين ويتم ذبحهم بدم بارد.
وقد تعمدت الحكومة السعودية في العام الفائت أن تثير البلبلة والاضطراب في نفير الحجيج مما ادى إلى استشهاد الآلاف من الحجيج من جميع الجنسيات وحتى أنهم قاموا باغتيال العديد من المسؤولين البارزين من بعض الدول الاسلامية بحجة أنهم توفوا اثر الضغط والاضطرابات التي حصلت في النفر.
هذا العام سوف يقوم المسلمون مرّة اخرى باحياء هذه الشعيرة ويقومون بالبراءة من المشركين وينادوا بتحرير الاراضي المحتلة من اغتصاب الصهاينة وسوف تستمر المسيرة في البراءة من المشركين واعداء الاسلام.
وليس أفضل من موسم الحج لإعلان البراءة من المشركين وتثبيت قواعد الوحدة الاسلامية وتوحيد الصف الاسلامي تحت كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله.
المصدر: iuvmpress.com