التطورات السياسية في الجمهورية اليمنية

السبت 26 أغسطس 2017 - 08:42 بتوقيت غرينتش
التطورات السياسية في الجمهورية اليمنية

اليمن- الكوثر

اليَمَن ورسمياً الجُمْهُوْرِيَّةُ اليَمَنِيَّة، استقل ماعُرف بشمال اليمن عن الدولة العثمانية عام 1918 وقامت المملكة المتوكلية اليمنية إلى إسقاطها عام 1962 وقيام الجمهورية العربية اليمنية، بينما بقي جنوب اليمن محمية بريطانية إلى العام 1967 وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. تحققت الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990.

يعتمد اقتصاد اليمن على موارد محدودة من النفط والغاز لم تستغل جيداً ولا يزال هذا القطاع رغم أنه يشكل النسبة الأكبر من الناتج المحلي الإجمالي غير مطور. تاريخياً، كان اليمن بلداً زراعياً ويعتمد على مداخيل ممراته البحرية وموانئه. تمر البلاد بأوضاع سياسية واقتصادية صعبة نتيجة الفساد والصراعات المسلحة التي تعيق مسيرة التنمية. اليمن دولة نامية ومن بين البلدان الأقل نماءً واحتلت المرتبة الثامنة في قائمة الدول الأكثر هشاشة حول العالم لعام 2014.

اندلعت احتجاجات شعبية في عام 2011  مطالبة بإسقاط نظام علي عبد الله صالح ، والذي حَكم اليمن منذ 1978. وُصف ذلك النظام "بالإقطاعي الذي تطور ليصبح خليطاً من الكليبتوقراطية والبلوتوقراطية". تقدمت السعودية بمبادرة للحفاظ على نفوذها عبر شخصيات من ذلك النظام.  تنحى الرئيس صالح ومُنح و500 من أعوانه حصانة من الملاحقة القانونية عبر مجلس النواب. أُنتخب نائبه عبد ربه منصور هادي في انتخابات مرشح واحد في 21 فبراير 2012 لرئاسة مرحلة إنتقالية لمدة سنتين. انعقدت جلسات الحوار الوطني اليمني في 18 مارس 2013 واختتمت بالتوقيع على وثيقة الحوار الوطني الشامل، وتم تمديد فترة رئاسة هادي لسنة أخرى من قِبَل المشاركين خلال ذلك المؤتمر.

عُرقلت المرحلة الانتقالية باستمرار الاضطرابات بين الأطراف الرئيسية في أزمة 2011 وهم علي عبد الله صالح وأنصاره من جهة وعلي محسن الأحمروعائلة عبد الله الأحمر من جهة أخرى، عرقلها صالح لضمان استمرارية نفوذ عائلته في السلطة، ودعمها منافسيه طالما ضمنت لهم حرية الوصول إلى موارد الدولة. وذلك عبر تنظيماتهم السياسية من حزب المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح، وسائلهم الإعلامية، شبكاتهم في الفرقة الأولى مدرع والحرس الجمهوري بالإضافة إلى ميليشيات مسلحة غير نظامية منها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، والذي يُنظر إليه كامتدادٍ لأحد هذه الأطراف ويُوظف لتحقيق غايات مختلفة. وجد صالح نفسه في تحالفٍ مع حركة الله انصار اليمنية بحكم اشتراكهم في الأعداء.

في 21 سبتمبر 2014، حصلت ثورة شعبية بقيادة حركة انصار الله في صنعاء. قدم عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء السابق خالد بحاح استقالتهما لمجلس النواب في 19 يناير 2015. لم تنجح المفاوضات برعاية الأمم المتحدة لإنهاء أزمة فراغ الرئاسة والحكومة، غير أن المبعوث الأممي السابق جمال بنعمر تحدث عن قرب التوصل إلى إتفاق لولا بدء عدوان سعودي واسع على اليمن.

ومازال العدوان الذي تقوده السعودية والإمارات يواصل حملة جوية وبرية شعواء منذ 26 مارس 2015 على اليمن.

بحسب الأمم المتحدة، تم تأكيد نحو تسعة آلاف إصابة بين المدنيين، قُتل 3,000 منهم على الأقل وفق تقديرات. بلغ عدد النازحين اثنان ونصف مليون بحلول ديسمبر 2015. كما تعرضت العديد من المواقع الأثرية من مختلف الحقب التاريخية للتدمير الجزئي أو الكلي. بالإضافة إلى الاستهداف الممنهج للأضرحة الصوفية بحضرموت، وراح نتيجة العدوان السعودي على اليمن عدداً كبير من الضحايا الابرياء اكثرهم  من النساء والاطفال.