كلام جرايد !..

الأربعاء 23 أغسطس 2017 - 09:11 بتوقيت غرينتش
كلام جرايد !..

السياسة _ الكوثر

حديث دار بين اثنين من المواطنين حول الاوضاع السياسية في المنطقة وما ستؤول اليه مخرجات مجلس الامن والامم المتحدة ومجلس جامعة الدول العربية على احداث مايجري في العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان وتونس واخرها ازمة الخليج بين الاخوان الاعداء, الانتخابات القابلة في العراق وبعض البلدان, التحالفات ألجديدة يؤثر عليها بشكل مباشر المال السياسي الذي تعلب فيه امريكا والسعودية وقطر والامارات وتريكا والقائمة تطول دورا محوريا في رسم خارطة الانتخابات في المنطقة, شدني حديثهم,لمعرفتهم لكثير من خفايا ألإحداث, تسألت في قرارة نفسي عن الدور التثقيفي التي تلعبه وسائل الإعلام الوطنية والمغرضة, والمحبة, والمهنية, والمؤسسات المسموعة, والمقروءة,وقبل نهاية حديثهم قال احدهم ساخرا من الاوضاع في العراق والمنطقة العربية, كلام المسؤولين والساسة ( حجي جرايد ) فضحك رفقيه الاخر من قوله ( حجي جرايد ), واستطرط بقصة مضحكة وقعت له مفادها, انه سُؤل في يوم من الايام من قبل رؤساء احدى الصحف عن رأيه في صحيفتهم ( جريدة .. ) فقال له مسرعا انها افضل صحيفة, وان زوجته من مُريدي هذه الجريدة كل يوم, فتبسم رئيس الصحيفة فرحا بهذا ألانجاز وقال له ؟ ما اكثر ما يعجبكم من الصفحات,فقال له؟ كلها جيدة, ولكن زوجتي تفضل الصفحات الملونة وانا افضل الصفحات غير الملونة, فتعجب رئيس الجريدة من هذا التصنيف متسائلا ؟ اشرح لي اكثر أرجوك فقال له زوجتي تفضل الصفحات ألملونة, لأنها تكون اقوى بالعادة من غيرها, اذ انها تجعل منها فراشا للأكل عند حلول وقت الطعام( اي سفرة ), وانا افضل الصفحات غير الملونة, لأنها مفيدة جدا في مسح زجاج السيارات. انتهت الطرفة وضحك الرفيقان, وقالا فعلا, كلام الجرائد لا ينضب ولا ينتهي, هنا قلت في نفسي, لماذا اصبحت وسائل الاعلام المقروءة بهذا الوصف؟هل لانها اصبحت ادوات اعلامية دون تأثير, لكثرتها, لرخص ثمنها, لتوزيع بعضها بالمجان,تمويل الاحزاب للصحف, الحشو المفرط في صفاحتها, عدم معالجتها للقضايا المصرية, تُزيد من تشتت الاراء,الخ, ولكن يبقى الكثير متابعين لهذه الصحف بمختلف افكارهم وانتماءاتهم, حينها وصلت الى حقيقة بسيطة, ان الكثير لا يقرأ عن اراء من حوله او شركائه في ألوطن, ماذا يُريدون؟ وكيف يُفكرون؟ وعلى من يعتمدون؟ ولمن يوسوقون, حينها ادركت ان كل الاطراف تنظر الى كلام شركائها على انه كلام جرايد, والعيب ليس في الكلام او الجرائد او الصحف, العيب انهم لم يستطيعوا رفع ألحواجز, عيوب الساسة هي التي جعلت المواطن ينظر الى حديثهم على انه كلام جرائد, ومن عدم الانصاف ان نصف الكل بمقياس ألبعض, وان يكون قياس الرديء مقياس عام فبعض الصحف له دورا فاعلا في حياة الناس والعملية السياسية في مختلف البلدان.

الكاتب والاعلامي علي حاشوش الزيدي