الشباب بلا هوية .. الموضة انموذجا 

الثلاثاء 15 أغسطس 2017 - 21:09 بتوقيت غرينتش
الشباب بلا هوية .. الموضة انموذجا 

مقالات_الكوثر

قال الإمام علي ع لا تقصر أولادكم على ما تربيتم عليه فأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم, التربية بحد ذاتها شيء صعب جدا خاصة عندما تشعر انك وحيدا في مجتمع متقلب الأفكار والأمزجة والمعتقدات والاخلاق , التربية مسؤولية كبرى تقع على عاتق الأبوين في خلق وتنشئة جيل ذو تفكير سليم وعقائد صحيحة, التربية ليست توفير المأكل والملبس فقط , التربية التزام أخلاقي واجتماعي تجاه فلذات الأكباد, لعلني لم أتي بشي جديد فهذه الأمور التي ذكرتها الاعم الاغلب يعرفها, وتطبيقها على ارض الواقع صعب جدا في هذه الايام بوجد الافكار البعيدة كل البعد عن ديننا الحنيف ولكنه ليس مستحيل على من يضع الرسول الاكرم صلى الله عليه واله واهل بيته الطاهرين قدوة له في سلوكياتة, المغريات المادية التي تدعوا الى أتباع الغرب في سلوكياتهم والرغبة النفسية بالجنس المحرم والحرية الفردية وممارسة المحجوب من قبل العرف والدين والقائمة تطول في مطالب الشباب من كلا الجنسين هذه الرغبات والمطالب تقف حائلا بين كلام الابوين واولادهم في اعداد الشباب وتربيتهم , العسر والفقر والعوز في أساليب التربية حاضرة وبقوة في مجتمعنا, الشباب لديهم أفكارهم وميولهم التي لا تتناسب مع ما تربى عليه الآباء, الانفتاح والتطور في نظام الديمقراطية الجديدة خلق نوع من الفوارق الكبيرة والبون الشاسع بين الأجيال, السعي الحثيث من قبل اولادنا وراء المال وجعله غاية الحياة امر غاية في الاحباط التربوي خاصة ان هناك اعراف ومؤسسات اعلامية عملاقة تروج لهذه الافكار، آباء وأمهات لا يستطعون فهم أبنائهم في كثير من الأمور , لأنهم فطموا على الانترنت, اليوم أتكلم على واحدة من هذه الفوارق التربوية والاجتماعية, أنها قصات الشعر, قصات غريبة ومستهجنة في كثير من فصولها وأشكالها, لا تعرف أو تميز في كثير منها الرجل من المرأة, قصات لفروة الرأس تنم على عدم وجود الثقافة أو أي ارث اجتماعي أو ثقافي أو تربوي,هي فقط تقليعات وتقليد لبعض الشخصيات الغربية من لاعبي الكرة والمطربين المخنثين, موضة يريد بها ما يعرف بالذكر ان يتميع ويتحول لقرد يجتذب الأنثى, وهنا اعتذر لحيوان القرد الذي لم ولن يكون إلا على طبيعته, ولكني شبهتهم بالقرود لكثرة ما تقفز بهم الموظة والأفكار الغربية البعيدة كل البعد عن الموروث الديني والحضاري للمسلمين, تجد الشباب والشابات لديهم غلو حتى في تقليدهم للتقليعات الأجنبية, البنطال ضيق قصير تظهر منه مؤخرة الرجال والنساء, والقميص أو التيشيرت ضيق جدا يبرز القباحة للجسم, والشعر منكوش ومنفوش كأنه مصعوق بالكهرباء,الخ ، وماذا عساي ان اصف هذا الأجيال والأجيال التي تحاكي الموضة الغربية بكثير من التفاهة, ماذا عساي ان أقول إلا ان المقلدين لهذه التقليعات والموضات افرغ من الفراغ نفسه, لا بأس ان تحاكي التطور في العالم ولكن ليس على حساب الشخصية الإسلامية المدنية الحضارية, ان يكون رأسك كمحاربي الفايكنغ القدامى فهذا شيء معيب ومخجل, ان تحلق شعر راسك في أماكن وتتركه طويا في أماكن كأنك خارج من مشفى للامراض العقلية فيجب ان تنظر في المرءات كثيرا يا ولدي , ان تحاول ان تكون غير ما أنت عليه وغير ما فطرك الله سبحانه فهذه عقدة للنقص,يجب اخذ الموضة التي تشير بأصابع الاحترام والشخصية للشاب, يجب ان ننتقي الأصلح من التقليعات والأكمل لشخصيتنا وان لا نكون مستهلكين فقط, انتبهوا يا أخوتي ويا أبنائي, إنكم في طور البناء والعطاء, فما عساكم ان تبنوا أو تعطوا وهذا سلوككم وتفكيركم, وعلى الآباء بذل المزيد من الوقت مع أبنائهم, وإرشادهم لما فيه صالحهم في الدنيا والآخرة.  
 
الكاتب والاعلامي علي حاشوش الزيدي