دراما إرهابية 

الثلاثاء 15 أغسطس 2017 - 21:09 بتوقيت غرينتش
دراما إرهابية 

مقالات_الكوثر

التلفاز أصبح من ضروريات العصر, هو وسيلة من أخطر وسائل الاتصال والترفيه ويعتبر من اهم وسائل تشكيل ثقافة المُتلقـي وأفكاره وقيمه، وفي ظل انشغال الآباء في معركة القوت ولقمة العيش أصبح هذا الجهاز الوسيلة الأولى لشغل ألأوقات بين كافة اطراف العائلة ليصل حد الإدمان، من أهم ما يقدمه هذا الجهاز السحري، الإنتاج الدرامي الذي جذب المشاهد بكل فئاته العمرية ، خاصة المراهقين والشباب والنساء وعددا غير قليل من الرجال ، هذه الشرائح أصبحتْ في السنوات الأخيرة تتخذ من الفنانين نماذج وقدوة يحتذون بهم، وحريصون على متابعتهم أخبارهم، ولذلك ,الدراما التليفزيونية بكل أنواعها وجـنسياتِها كانت وما زالت من أكثر المواد الإعلامية جاذبية لدى المتابع والخطرة بنفس الوقت، كما نشهد باستمرار التنوع الدرامي المختلف الذي يصب أغلبـه في قالب الحبِ والرومانسية دون ضابط أو قيد اجتماعي أو عُرف تقليدي او واعز اخلاقي وديني,وحتى تلك المسلسلات التي تـريد العودة إلى أخلاق الماضي وتقاليده القيمة لا تخلو من قـصص الحب والغرام التي اصبحت احدى ركائز العمل الدرامي والتي تشكل خطرا على المراهقين بالدرجة الأساس وعلى بينة العائلة التي هي نواة المجتمع، أما الدراما الأجنبية الإرهابية التي تشيع ثقافة القتل واسباحات المحرمات فحدث ولا حرج فـقصة الحب فيها أعف شيء بالعمل أما الخـلاعة والمجون والترويج للخيانة الزوجية والإباحية والانفتاح على الثقافة الغربية فهي من صميم العمل موجهة لمجتمع يوصف بالمحافظ , وهم بذلك يستغلون العزوف عن الزواج لدى الشباب والبطالة وضـنـك العيش والضروف الاقتصادية الصعبة, أما الثقافة الأخرى التي تـروج لها تلك المسلسلات هو إعطاء قِيادة الأسرة بيد المرأةِ دونَ الرجل وتحقيق ما تريده هروبا من المسؤولية الملقاة على عاتق الرجل, وأما أعمال الدراما التي تدعو إلى الانتقام والعنف فلها مريدوها ومتابعوها ولكن والأخطر من هذا كله نظرة المرأة للرجل ونظرة الرجل للمرأة ,فبعد مشاهدة هذه المسلسلات المئوية التي لا تخلو من المؤثرات الصورية وعمليات التجميل لممثليها بات الأغلب يتشبه بمن يخرج في هذه المسلسلات وأصبحت الموضة وعمليات التجميل أشياء ذائعة الصيت وسوقها رائجة للمستهلكين ، حتى بات الرجل ينظر إلى نفسه بعينـي امرأة وباتت المرأة تنظر إلى نفسها بعينـي رجل ، ومن هذا الاستعراض البسيط المختصر نستنتج ان الساسية الموجهة ضد شعوبنا الاسلامية المحافظة لها ابعاد قذرة لاشعات الظواهر المحرمة في ديننا الخنيف . فهل يـصح ذلك, وأين الرقابة الأبوية, وأين الواعز الأخلاقي والديني, لماذا هذه الهجمة على منظومتنا المجتمعية, سؤال يحتاج لأكثر من تأمل ووقفة.  
 
الكاتب والاعلامي علي حاشوش الزيدي

مزيد من الصور