جولة سياحية في إيران: محافظة سيستان وبلوشستان+صور

الثلاثاء 8 أغسطس 2017 - 09:22 بتوقيت غرينتش
جولة سياحية في إيران: محافظة سيستان وبلوشستان+صور

محافظة سيستان وبلوشستان هي إحدى المحافظات التي تضم في شتى نواحيها براري شاسعة زاخرة بالمعالم الطبيعية الرائعة من واحات خضراء وجبال متنوعة التركيبة الجغرافية وقرى جميلة، فضلاً عن ذلك فإن سكنتها لديهم حرف يدوية مميزة، لذلك فهي مؤهلة لأن تصبح منطقة سياحية فريدة من نوعها.

 هذا التقرير هو حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.

مدينة زاهدان هي مركز محافظة "سيستان وبلوشستان" التي تعتبر مركزاً سياحياً منسياً، فهي لم تحظ بمكانتها اللائقة بها بين سائر المحافظات، لذلك بادر محافظها السيد علي أوسط هاشمي إلى طرح مشروع خاص يتم من خلاله بيان المعالم الأثرية والطبيعية والسياحية العامة فيها كي يطّلع المواطنون ومحبو الطبيعة والآثار على قابلياتها المكنونة التي بقيت خفية عليهم بسبب عدم تسليط الضوء عليها كما ينبغي في وسائل الإعلام.

القابليات السياحية في محافظة "سيستان وبلوشستان" يمكن تلخيصها بشكل عام في المعالم الطبيعية والتأريخية والفنية والاقتصادية، فمن الناحية الطبيعية فيها بحيرات ومسطحات مائية وبراري سياحية ومحميات طبيعية تقطنها أنواع مختلفة من الحيوانات البرية، وكذلك فإن قراها ذات ميزات فريدة من نوعها.

* غابة "حرا"

إيران من أقصاها إلى أقصاها فيها فصيلة واحدة من التماسيح، وهي تعيش في هذه المحافظة حيث يطلق عليها اسم "گاندو"، فضلاً عن ذلك فإن حدائقها تتنوع فيها الفواكه التي تنتشر في المناطق الحارة، كما فيها بعض الغابات ومن جملتها غابة "حرا" مما جعلها منطقة سياحية بامتياز لكن لحد الآن لم يتم استمثارها من هذه الناحية.

* معالم مدينة "سرباز" الطبيعية والتراثية

يبلغ عدد المدن التابعة لمحافظة "سيستان وبلوشستان" 19 مدينة، وأفضلها من الناحية السياحية المدينة المسماة "سرباز"، ونظراً لتشابه أعراف وتقاليد أهلها مع الحياة الاجتماعية في الهند، فقد أطلق عليها اسم الهند الصغيرة.

تمتاز هذه المدينة الجميلة بأن سكنتها المحليين يرتدون نمطاً خاصاً من الثياب يختلف عما هو عليه الحال في سائر نواحي الجمهورية الإسلامية، ناهيك عن أن أنواع الأطعمة التي يطهونها والأشجار التي يزرعونها تناظر ما هو موجود في الهند، حيث تتوفر فيها أشجار المانجو والتشيكو والبابايا إلى جانب سائر الفواكه المتعارفة في إيران مثل الحمضيات والتفاح.

* تمساح "گاندو" الإيراني

تمساح "گاندو" الإيراني الذي أشرنا إليه أعلاه يقطن في هذه المدينة وبإمكان السائحين مشاهدته عن كثبٍ في بيئته الطبيعية، ويمتاز هذا التمساح بأنه صغير وفكه قصير، وهو يعيش في مياه إحدى القرى بسلام إلى جانب الأهالي دون أن يتعرضوا له أو يعتدي عليهم حيث يرتكز نظامه الغذائي على الأسماك والطيور بشكل أساسي.

* الطبيعة الرائعة والحيوانات البرية في شتى نواحي المحافظة

وأما سائر نواحي محافظة "سيستان وبلوشستان" فهي ذات طبيعة بكر وجميلة لم تطلها يد التغيير البشر، ففيها براري شاسعة وجبال متنوعة البنية الجغرافية وقرى جميلة، وتقطنها أنواع عديدة من الحيوانات البرية مثل الدببة والسناجب البرية والماعز الجبلي والغزلان والفهود الإيرانية والثعالب والذئاب والطيور المفترسة كالصقور والنسور، وقد بادرت الإدارة المحلية إلى جمع نماذج منها في حديقة الحيوانات التي أنشأتها شمالي المحافظة، حيث تقع في مجمع سياحي اسمه "چاه نيمه" وفيها أربعة بحيرات صناعية، حيث تقع في مدينة "زهك" بالتحديد، وعلى مسافة 15 كم من مركزها توجد منطقتين أثريتين على أقل تقدير يعود تأريخهما إلى العهدين الإخميني والإسلامي، وتشير بعض المصادر التأريخية إلى أنّ المدينة التي تمّ تشييدها في العهد الإخميني تسمى "دهانه غلامان" وقد اعتمد في بنائها على اللبن والطين، لذا فهي فريدة من نوعها في ذلك العصر وهي تدل على سيادة الإيرانيين القدماء على تلك المنطقة.

* المناطق الأثرية في المحافظة

تتضمن هذه المنطقة الأثرية أبنية كبيرة وأحياء سكنية وشوارع منظمة ومعابد تم تشييدها وفق أصول التخطيط وفن العمارة المدني إذ لم يتم بناؤها عشوائياً.

وأما المنطقة الأثرية الأخرى في مدينة زهك، فهي منطقة "زاهدان كهنه" وقد اعتبرها عالم الآثار البريطاني الشهير سافيج لاندور بأنّها لندن الشرق، ويرجع تأريخها إلى العصر الإسلامي كما هو اعتقاد بعض الخبراء في تأريخ المدن وعلم الآثار، حيث أكدوا على أنّها نشأت وتنامت من القرن الرابع حتى التاسع الهجريين، لكنها دمرت بالكامل بعد هجمة المغول على إيران بقيادة تيمور لنك.

* بحيرة ومستنقعات "هامون"

بحيرة "هامون" الشهيرة التي تضم مستنقعات ومسطحات مائية شاسعة، هي في الحقيقة بحيرة دولية ذات معالم طبيعية فريدة من نوعها، وتقع شمالي محافظة سيستان وبلوشستان، وهي تعد أكبر بحيرة مياه عذبة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن ما يدعو للأسف أنها تعرضت لجفاف كبير خلال العقدين الماضيين مما تسبب في تخريب معالمها الطبيعية وهجرة الحيوانات التي كانت تقطن على ضفافها، حيث تعيش فيها العديد من أصناف الطيور والحيوانات المائية، لذا فهي تستقطب سنوياً الكثير من السائحين ومحبي الطبيعة نحوها من مختلف نواحي إيران.

هذه البحيرة العظيمة مقسمة في الحقيقة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية أفغانستان لكونها تقع على الحدود الفاصلة بين البلدين، لذا فالأهالي في تلك الديار منذ قديم الأيام تربطهم علاقات ثقافية وثيقة.

* فولكلور المحافظة

ومن جملة القابليات السياحية الأخرى في محافظة سيستان وبلوشستان تلك الحرف اليدوية الفذة التي يزاولها السكنة المحليون، مثل صناعة السجاد والحصير والمنمنمات والثياب الفولكلورية والفخار والسيراميك وفن التزيين بالمرايا، ناهيك عن الرقصات المحلية الأصيلة والموسيقى المختصة بتلك النواحي من البلاد والمسماة "هامين"، وهذه الطقوس عادة ما يتم مزاولتها في موسم جني ثمار النخيل، أي التمر والرطب.

مزيد من الصور