مقالات - الكوثر
وفيما لا يزال السخط الشعبي يغلي ويتصاعد إزاء الجريمة الإمارتية بحق أسرى الجيش واللجان الشعبية، فوجئنا يوم أمس بصورة مسربة لطفل يمني يتعرض للتعذيب على يد السجان الإماراتي في جريمة وحشية مركبة، تنم عن مدى السقوط والانحطاط القيمي والأخلاقي ، الذي يتنافى مع ادعاءات العروبة والإسلام التي يتلفع بها ” أولاد زايد” .قبلاً كانت منظمات حقوقية قد كشفت عن عدة سجون سرية تديرها قوات الاحتلال الإماراتي في المحافظات الجنوبية، ويتعرض فيها المعتقلون للتعذيب والإهانة وإهدار الكرامة الإنسانية،.
وبالطبع لم يكن هذا بالمفاجئ إلا لمرتزقة العدوان وأذياله في الداخل.المفاجئ في الأمر أن العلم الإماراتي ظهر في تصوير المذبحة الداعشية بحق أسرى الجيش واللجان في ” موزع ” وكأن الإمارات تتحدى التوجه الدولي لمحاربة الإرهاب، وتفاعلات الأزمة الخليجية التي وضعت قطر في قفص الاتهام بشأن تمويل الجماعات الإرهابية، حيث نجد حكام الإمارات يتغافلون ويواصلون أنشطتهم الإرهابية باليمن وكأنهم في مأمن من الخداع الأمريكي !
دخلت قوات الاحتلال الإماراتي حضرموت تحت غطاء محاربة ” القاعدة ” في المكلا.. لكنها تظهر في تعز كراعي رسمي للقاعدة وداعش، وهي بذلك تسلك طريق التحالف السعودي الأمريكي الذي يعلن الحرب على الإرهاب فيما الرياض وواشنطن غارقتان في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية وتحريك خيوط ما يسمى الحرب الدولية على الإرهاب في إطار خدمة المصلحة الأمريكية وربيبتها إسرائيل، ولا بأس أن يستفيد آل سعود مرحلياً من هذه الحرب قبل أن يرتد الأمريكي فينقلب عليهم.لم تكن واشنطن جادة يوماً في الحرب على الإرهاب، وكذلك الأمر بالنسبة للسعودية التي تكاد تجمع مراكز الدراسات والبحوث على أن الوهابية السعودية هي الجذر الرئيس للجماعات الإرهابية بمختلف مسمياتها، بينما تكشف الأزمة الخليجية عمق الارتباط الفطري واللوجستي بين هذه التنظيمات وبين السعودية وقطر والإمارات..
وهاهو الملف اليمني يؤكد التورط الإماراتي في دعم الإرهاب الداعشي وجرائمه الوحشية، مضافاً إليه السجل الأسود لأولاد زايد في احتلال اليمن وتقسيمه والعبث بموانئه وجزره وموقعه الاستراتيجي.ولأن الشيء بالشيء يذكر، وعلى وقع الضربات الصاروخية الأخيرة التي أطلقها الجيش اليمني بداخل العمق السعودي، لا يزال المواطن اليمني يتطلع الى ضربة نوعية باتجاه الإمارات علها تخرج من وهم الدولة ” العظمى ” الذي انتقل إليها بعدوى من شقيقتها قطر!!
بقلم : عبدالله علي صبري