خاص بالكوثر: التجربة الاسلامية في ايران تتميز عن غيرها من التجارب في هذه النقاط!

السبت 29 يوليو 2017 - 11:47 بتوقيت غرينتش
خاص بالكوثر: التجربة الاسلامية في ايران تتميز عن غيرها من التجارب في هذه النقاط!

قال الباحث الاسلامي الشيخ علي ميرزائي ان التجربة الإسلامية في ايران تتميز عن غيرها من التجارب الإسلامية السابقة في التاريخ وأيضا عن التجارب الإسلامية المعاصرة في السياسة وعن التجارب العلمانية.

وخلال لقاء مع برنامج عقائد الاسلام من استديوهات الكوثر في طهران اضاف الشيخ: "علينا أن نفصل بين التجارب العلمانية التي تتحقق في بلاد غير المسلمين أو التجارب العلمانية التي تتحقق أو شبه العلمانية التي تتحقق في داخل الأمة، فهناك الرفض الديني في الشأن العام السياسي في الأمة وكذلك في أوروبا ونحن لا نتدخل في الشأن الأوروبي لكن في داخل الأمة الإسلامية كان هناك تاريخا مع الأسف الشديد غير مشرف في العلاقة بين الدين والسياسة في التجربة التاريخية للمسلمين، التجربة الإسلامية في ايران أتت تناقض تلك التجارب السيئة والرديئة في الداخل وأيضا لتبطل القول بتناقض الدين والدنيا؛ لأن العلمانية بنيت كما سبق وأشرت على طائفة من الأدلة الفلسفية التي تريد أن تقول، أن المتدين على ماذا يبني؟ المتدين يبني على قول ونص وكلمة قد نزلت وصدرت في ظرف زمني محدد تغير هذا الظرف فيجب أن يتغير النص وهذا لا يمكن، فهذا في الحقيقة مغالطة لأن العلاقة بين الدين والحياة الإجتماعية شئ والعلاقة بين المتدينيين أو رجال الدين والشأن السياسي شيء أخر".

وقال الشيخ ميزائي: "نحن الأن نتحدث عن تجربة ايران الإسلامية، الإشكالية الكبرى بين العلمانية والدين أين كانت تكمن؟ كانت تكمن في علاقة الدين بالعقل وعلاقة الدين بالعلم وعلاقة الدين بالإنسان والزمن أي تناقضات صعبة لا يستطيعون الخروج منها بين الدين و العقل، الدين والعلم، الدين و الزمن و الإنسان المعاصر للمجتمع. (المقدم: ولكن العلاقة موجودة) هم درسوها في بعض الكتب المسماة بفلسفة الدين و أمثال ذلك، نحن عندنا في تجربة ايران أعطينا للعقل دورا كاشفا للدين و للأحكام الدينية و القيم الدينية، نحن لا نقول الدين و العقل، نحن نقول أن التعقل هو عين الدين و الإنسان بقدر ما يمارس التعقل ويمارس العلم بنفس المقدار يحظى بالتدين (المقدم: الدين هو أمر عقلاني أساسا) أي لو فتحت المصحف الشريف، القرآن الكريم تجد أن الدعوة إلى العلم (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) (ولا تقف ما ليس لك به علم) هذه دعوات مطلقة عامة لا يمكن للإنسان المتدين إلا أن يتبع العلم ويتبع العقل و يتبع الأخلاق، لكن ماذا حدث؟ حدث أن تجارب المسلمين أقصيت فيها هذه الإتجاهات على سبيل المثال أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تم علمنة الدين مع الأسف الشديد وتم أقصاء الدين من داخل الحركة السياسية و الإجتماعية في الأمة الإسلامية نفسها. ثم جاء الإمام الخميني طرح تجربة ايران، تجربة ايران طرحت التطوير العلمي، تطوير النهضة، تطوير العقل حتى أسمحلي أن أقول تطوير الشأن الإخلاقي، لايمكن أن تقبل تجربة الخميني تجارب الأحزمة الناسفة و تجارب الإغتيالات و القتل و الديكتاتورية كما يشهد العالم، هذه التجربة الدينية تعترف بحق الشعوب في تقرير المصير أكثر من الشعب السعودي، الأن نقارن بين الشعب الايراني الذي يغير بين رئيسه كل 4 سنوات أو كل 8 سنوات (المقدم: بإنتخابات نزيهة) بإنتخابات يشارك فيها الأغلبية بإعتراف الجميع و قارن هذه التجربة الدينية و نفتخر أنها تجربة دينية، نحن ننظر كما قال الإمام خامنئي في كلمة مهمة قال أن أصوات الشعب و صناديق الإنتخابات هي من حقوق الناس، حق الناس شرعيا فإذا لا تمس حق الناس، هذه وظيفة شرعية أن آتي إليك و أضع أمامك صندوقا و أطلب منك أن تضع فيه رأيك و صوتك هذه عملية دينية (المقدم: والناس يؤدون هذه الوظيفة الشرعية) نعم، لذلك مسألة الدستور الإيراني مسألة مهمة دسترة الفكر الديني، أصبح الفكر الديني فقها و أخلاقا و عقيدة، أصبح في داخل كيان دستوري فلذلك هذه التجربة التي مرت عليها حروب طاحنة أي حرب الـ 8 سنوات كانت أكبر حرب كونية بعد الحرب العالمية الثانية و قد أستمرت 8 سنوات و دمر البلدان و لكن هذه التجربة لم تسقط التجربة الدينية وكذلك العقوبات و الحصار و ..و.. ، فبعض الدول في الخليج الفارسي حوصرت 3 أيام و أصبحت تستصرخ (المقدم: يستصرخون الأن) ، فتخيل هذه التجربة الدينية التي صمدت أمام حروب كونية ضدها و لاتزال تصمد و الحمدلله الإقتصاد و السياسة و الإنتخابات و الديمقراطية و حقوق الإنسان و حرياتنا و صحافتنا و تعدديتنا السياسية و تطورنا العلمي في التقنيات العالية في الصناعة ، في السيارات، في الصواريخ، في القدرات الإستراتيجية، في النووي، أنت أمام تجربة بشرية عقلية يدعمها الفكر الديني دعما كاملا".