من جرود فليطة إلى جرود عرسال مرورا بالنقاط الحدودية، تعيد المقاومة أمجادها في تموز، ولكن هذه المرة أتت المواجهة المباشرة مع عملاء وصنيعة اميركا والكيان المحتل لن تنتهي حتى التحرير الكامل.
على ضوء انتصارات القلمون الغربي في جرود فليطة من الجهة السورية للحدود وجرود عرسال في اللبناني منها، وما تحملها من مناطق جردية واسعة وتلال حاكمة، والأهم في هذا المعاقل الأهم للنصرة التي كانت مصدر المفخخات المرسلة إلى عاصمتي البلدين دمشق وبيروت.
وقال الدكتور حسن أحمد حسن الخبير العسكري والباحث الاستراتيجي لقناة المنار الالكتروني حول أهمية الانتصار استراتيجياً : أهمية ما تم ويتم انجازه تأتي هذه المرة مما يتم تناقله في أقبية الكيان الصهيوني، خاصة القلق الذي تحدث عنه المعلق العسكري في صحيفة يدعوت أحرنوت العبرية، هذا القلق المبرر لدى خبراء كيان العدو يأتي من سرعة الانجاز وحجم تنسيق النار للمساحات التي يتموضع بها حزب الله.
أيضا خبير القناة السابعة الاسرائيلية يبدي قلقاً كبيرا ومخاوف مما تبديه المقاومة على صعيد انتشار رجالها وقتالهم على سبع جبهات في آن معاً، تنسيقه مع ثلاث جيوش السوري واللبناني والحرس الثوري، ما أثار مقارنة لدى الكيان، مع عجزه بكل تشكيلاته على ضبط مظاهرات في القدس حسب ما أورده د. حسن عن لسان الخبير العسكري في القناة السابعة الاسرائيلية.
كما ان وزير التربية في حكومة كيان العدو الصهيوني قال أن “إيران تطوق إسرائيل من خلال سورية”، أما فورد السفير الأميركي السابق لدى سورية يضيف “لن يتمكن احد من منع إيران وحزب الله من الوصول إلى حدود الجولان المحتل”.
كل ما تقدم به حسن وهو غيض من فيض عن المخاوف وحالة القلق الصهيوني حيال ما يتم من تطهير الجرود على يد المقاومة والجيشين السوري واللبناني اذ يعتبره صورة واضحة لا يكتنفها أي غموض ولا أي لبس، ويؤكد أن هذا الانجاز في جرود عرسال وفليطة يعتبر في العلم العسكري أقرب إلى الإعجاز، فلمجرد الحديث عن جغرافيا معقدة طبيعتها الجردية تحمل أشكال المغاور والكهوف والجروف الصخرية، التي يصعب فيها التطهير لأمتار قليلة فكيف الحال بتطهير كامل الجرود وبسرعة خيالية.
ماذا يعني سقوط اهم معاقل النصرة.. استراتيجياً وكيف اتت المعركة..
بعد سقوط أهم معاقل جبهة النصرة في سلسلة القلمون، يكون الجيش السوري والمقاومة قد حققوا بعداً استراتيجيا كبيراً، فالهدف الأساسي تحقق بقطع انتشار المجاميع الإرهابية في تلك المنطقة، وإقامة “كريدور” استراتيجي يمتد من طرابلس إلى عرسال إلى جرود قارة وفليطة إلى القلمون ومنها باتجاه البادية السورية.
يتابع حسن عن فرار عناصر النصرة باتجاه معاقل داعش، وهذا يوضح أكثر بأن كل من داعش والنصرة هما وجهان لعملة واحدة كلاهما صناعة الاستخبارات المتناقضة بالضرورة مع مصالح أبناء المنطقة.
وهذا الانجاز يعتبر إضافة سياسية وإضافة عسكرية وتحصين لدمشق وبيروت من السيارات المفخخة التي تنتقل بكلا الاتجاهين، والدكتور حسن على يقين بأنه كل سيارة تم تفجيرها في منطقة ما وقد أتت من الجرود فإنه تم إبطال العشرات مقابلها، بفضل أجهزة متابعة حزب الله والجيش السوري. وهكذا يكون قد تم استئصال واحدة من كبرى الكتل السرطانية في المنطقة.
من بين هذه الانجازات التي تحققت بانتصارات جرود عرسال وفليطة، التفاف شعبي وراء المقاومة من جديد بعد ما كان قد تم ترويجه في الفترات السابقة.
أما استراتيجيات العملية، تأتي من بدء الهجوم من أكثر من محور أو عبر اتجاهين اساسيين، الاول من جرود فليطة باتجاه الحدود اللبنانية، والثاني من جرود عرسال باتجاه عرسال، في كلا الجزئي هناك اكثر من محور، اعتمدت بداية الاستطلاع المكثف والرصد ومن ثم التمهيد المدفعي بكثافة نارية كبيرة، ادى الى ضعضعة الهيكل الإرهابي في تلك المنطقة، اتى بعدها تكتيك مكمل عبر السيطرة على التلال التي تشرف بدورها على الوديان التي تصبح تلقائياً ساقطة نارياً، لتكون السيطرة على المناطق الأخفض تحصيل حاصل من خلال الإشراف الناري ثم السيطرة النارية وبعدها السيطرة المباشرة، أما التكيك الأهم والمكمل الأهم هو وجود المقاتل النوعي .
المصدر: موقع المنار