وخلال الكلمة التي ألقاها سماحته أثناء هذا اللقاء أكد قائد الثورة الإسلامية على أهمية الوحدة بالنسبة للدول الإسلامية حيث قال سماحته: الاتحاد وتجنب التفرقة يدرّ النفع والربح على الدول الإسلامية كافة، ويجب من خلال الالتقاء حول القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العالم الإسلامي الأولى، أن نعمل على عدم نسيان هذه القضية أو وضعها على الهامش.
وأضاف سماحته: وفقاً للفقه الإسلامي، إذا ما فرض العدو سيطرته على أرضٍ من أراضي المسلمين، يكون «الجهاد» واجباً في أعناق الجميع بكل صنوفه وأقسامه المتاحة. كما اعتبر سماحته النضال ضد الكيان الصهيوني واجباً حتمياً على العالم الإسلامي اليوم. وتساءل بقوله: لماذا يصرفون أنظارهم عن هذا الواجب؟
كما حذر الإمام الخامنئي من مغبة استغلال الأعداء للاختلافات القومية والمذهبية والإقليمية من أجل إيجاد التفرقة بين الدول والشعوب الإسلامية وأضاف سماحته: دعم سناتور أمريكي للمجتمع السني في وجه المجتمع الشيعي، في وقت يُكنُّ هؤلاء العداء لأصل الإسلام والدول الإسلامية، هذا الدعم لا يعدو كونه مؤامرة وخباثة محضة وهذا الأمر يستحق الحذر والقلق الشديدين ولكن وللأسف الشديد يغفل مسؤولو الحكومات الإسلامية عن هذه العداوة.
وخلال إشارته إلى النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق مختلفة من العالم الإسلامي مثل اليمن، سوريا، العراق وشمال إفريقيا أكد سماحته على أن التفرقة والاختلاف تتسبب بالضرر للإسلام والأمة الإسلامية والعكس صحيح فتقارب الدول الإسلامية وتجنبها استخدام القوى بعضها ضد الآخر يتطابق مع الحكمة الإلهية ويعود بالنفع والربح على جميع الدول الإسلامية.
ورأى سماحته في مسيرات يوم القدس العالمي ومشاركة الشعب الإيراني في طهران وبقية مدن الجمهورية الإسلامية بهذه الكثافة والحماسة دفاعاً عن الشعب الفلسطيني نموذجاً للوحدة الإسلامية يبعث على العزة والفخر وقال سماحته: هذا هو معنى الوحدة الإسلامية؛ أن ينزل شيعة أهل البيت الصائمون إلى الشوارع بهذه العظمة والأبهة وُيظهِرون تأييدهم وتعاطفهم مع الفلسطينيين الذين هم من أهل السنة.
كما رأى الإمام الخامنئي في دفع القضية الفلسطينية نحو النسيان أو وضعها على الهامش خطراً كبيراً وأوضح سماحته: فلسطين هي قضية العالم الإسلامي الأولى ولكن بعض الدول الإسلامية يتصرفون بطريقة يتجاهلون من خلالها القضية الفلسطينية ويدفعون بها نحو النسيان.
وأشار قائد الثورة الإسلاميّة إلى اغتصاب فلسطين هذا البلد الإسلامي وتهجير شعبه من دياره وأرضه قائلاً: بناءً على الفقه الإسلامي فإنّ جميع المسلمين مكلّفون بالكفاح والجهاد بكافّة الوسائل المتاحة فور تسلّط الأعداء على أرضٍ إسلاميّة ولهذا السّبب فإنّ مكافحة الكيان الصّهيوني اليوم فرضٌ وواجبٌ على العالم الإسلامي بأجمعه.
كما انتقد سماحته في هذا المضمار تخلّف بعض الدول الإسلاميّة عن ممارسة هذا الكفاح واعتبر أنّ الشّعب الإيراني يمتلك الوعي والصحوة اللازمة لتأدية هذه المسؤوليّة وأردف قائلاً: يحتاج العالم الإسلامي إلى الاتّحاد والائتلاف والغالب هو أن قلوب الشّعوب المسلمة متآلفة وعلى الحكومات أن تؤدّي مسؤوليّاتها في هذا الصّدد.