جاء ذلك في ندوة "حوار الأديان" الحادية عشرة التي نظمتها مجموعة "الحوار بين الثقافات والحضارات" في سيدني أمس الأول السبت وشارك فيها كل من مفتي عام أستراليا الدكتور إبراهيم أبو محمد، ورئيس الكنيسة الأنغلكانية غراهام واتكنز ورئيسة المجلس البوذي جويس توب، إضافة إلى النائب الفيدرالي الأسترالي طوني بورك ورئيس دَيْر مار شربل في سيدني الدكتور لويس الفرخ، وإمام مسجد الرحمن الشيخ يوسف نبها ورئيس مجلس الأئمة الفيدرالي الأسترالي الشيخ شادي السليمان، ووزير الظل للتعليم في ولاية نيوساوث ويلز جهاد ديب بحضور شخصيات دينية وبرلمانية وسياسية واجتماعية تمثل الجاليات المتعددة الثقافات والحضارات بأستراليا.
وشدد المتحدثون في الندوة على الدور الذي يمكن أن يؤديه رجال الدين والسياسيون وقيادات المجتمع في تعزيز الوحدة والحوار مركزين على أهمية مواجهة التعصب والتطرف في المجتمع، والعمل من أجل نقل الحقائق وإزالة المفاهيم الخاطئة عن المعتقدات الدينية، وتعزيز فرص التعاون بين الثقافات المختلفة، ومد الجسور، واحترام الهويات الثقافية الحضارية المتنوعة.
وأكد مفتي القارة الأسترالية في الكلمة الرئيسية التي ألقاها خلال الندوة أن القيم الحضارية والدينية هي مدخل وسبيل لتحقيق مزيد من التفاهم بين مكونات المجتمع لتظل أستراليا رائدة في التناغم الحضاري والانسجام المجتمعي.
وقال: إننا معًا سنتجاوز كل دعوات التعصب والعنصرية والكراهية، وبوحدتنا يمكننا أيضًا أن نبني مستقبلاً مشرقًا لأجيالنا القادمة، وأن نجعل من أستراليا وطنًا رائدًا في صناعة المحبة والسلام.
وأكد النائب الأسترالي ووزير الظل الفيدرالي للتعددية الحضارية طوني بورك على تمتع أستراليا بمزايا التصالح والتسامح مع قضايا العرق والدين، واحترام حرية التعبير والمعتقد التي تعتبر من أهم ميزات المجتمع الأسترالي المتعدد الثقافات.
ورأى رئيس دير مار شربل الفرخ، أن المهاجرين اللبنانيين بأستراليا هم النموذج الأمثل للقاء الأديان والحضارات، وعلينا جميعا البناء على القيم المشتركة العديدة التي نجتمع حولها في مجتمع تعددي متسامح قائم على السلام والوئام.
من جانبه شدد إمام مسجد الرحمن في سيدني "الشيخ يوسف نبها" على أن الإيمان بالحوار والسلام ونبذ العنصرية والتعصب لا يحتاج إلى تبرير، فتبريره الوحيد ضرورته والحاجة الماسّة إليه، فضلاً عن أنَّ فقدانه لا يبني مجتمعا ولا يطوّر إنساناً ومجتمعاً.
من جهته شدد رئيس المجموعة خضر صالح، أن التسامح فضيلة وقيمة عليا تساعد على نشر ثقافة السلام ونبذ الكراهية والعنف في المجتمع الأسترالي التي تُشكل الحضارات والثقافات والأديان أهم جوانبها.
يذكر أن واحدة من أكبر الدراسات التي أجريت اخيرا حول العنصرية والتعصّب في أستراليا وجدت أن واحد من خمسة أستراليين اختبروا التمييز العنصري خلال العام الماضي، وأشارت الدراسة التي أجراها البروفسور كيفين دان من جامعة غرب سيدني إلى أن نسبة ستين بالمئة من المسلمين الأستراليين غالبيتهم من النساء المحجبات يواجهون تمييزاً عنصرياً، كما أكدت الدراسة أن الارتفاع المتزايد في نسبة التمييز العنصري خلال السنوات العشر الأخيرة أصبح مشكلة ملحّة يجب النظر إلى إيجاد حل لها.