اعتقد ان وضع السید مسعود بارزاني رئیس إقليم كوردستان العراق المنتهیة ولایته مع قضية الاستفتاء لا یختلف عن وضع الرئیس العراقي الاسبق (صدام) مع فارق ان الذي ورطه هذه المرة كان فنانا في السیاسة ولیس في الغناء!
فهل انتقم جلال طالباني من السید بارزاني بهذا الشكل.. وعلی اي شئ كان الانتقام ؟
لا اشك ان یصدر ذلك من ثعلب السیاسة العراقیة (جلال طالباني)، الذي يزور طهران حاليا تحت عنوان العلاج، فان لم یكن منه شخصیا فمن مدرسته السیاسیة والحزبیة، التي تتمثل بالاتحاد الوطني الكوردستاني وحتی التغییر (گوران) رغم ان الاخیرة انشقت عن الاتحاد الوطني!
فالممارسة الاحتكارية للسلطة والاذلال الذي یقوم به السید بارزاني للقوی الاخری ومحاولته الدائمة بالایحاء انه صاحب الفضل علیها، والازمات الداخلیة ومع المركز التي افتعلها والتي اصابت اضرارها المواطن الكردي البسیط وتشبثه واسرته بالسلطة والثروة في إقليم كوردستان.. كل ذلك جعل اعداء السید بارزاني كثیرون، حتی امتد هذا العداء خارج كوردستان العراق.. الی المناطق الكردیة في تركیا وسوریا التي تواجه قمع وتنكیل وقتل اردوغان الحلیف لكاكا مسعود كما یسمیه الكورد.
ومع ان المعلومات تفید بان الذین یدعمون انفصال إقليم كوردستان عن الجسد العراقي لا یتجاوزون اصابع الید، وهم: السعودیة والامارات والاردن والبحرین واسرائیل.. لا ندري كیف بنی السید بارزاني موقفا خطیرا كهذا علی هذه المصادر في الدعم.. فهل كان یتوقع ان أهم لاعبین إقليمین یسیطران علی حدود إقليمه الشرقیة والشمالیة وهما منافذه الی العالم ومصادر میاهه و امداده (ایران وتركیا) سيقفان مكتوفي الایدي ازاء مشروع تقسیمها.. وان بدی لاحقا؟!!
ام ان العراق ـ وان بدی ضعیفا منهمكا ـ الذي سینزف جراء تقطیع او اصاله سیسمح لبارزاني بان یقتطع شماله وهو الذي روی شمال وغرب ارضه بدماء خيرة شبابه من اجل استرجاع المناطق التي احتلها داعش المتهم السيد بارزاني بتمرير مؤامرته او محاولة استغلالها لاجنداته على حساب التراب العراقي؟!
تری هل تجاهل مسعود بارزاني كل تلك الحقائق واعلن موعدا للاستفتاء علی الانفصال؟!
اذا كان الجواب بنعم فهذا قمة "الغباء السیاسي"، صحیح قد یكون ذلك قرار زعیم قبیلة یملأ صدره الحقد والخنق والغیض، لكنه لا یصدر عن رجل ولد في جمهوریة مهاباد (عام 1946) التي اقیمت علی كذبة الدعم السوفیتی.. فلماذا كررها وهو في الحادیة والسبعین (71) من العمر!!
دائرة المعارضین للاستفتاء في الساحة الكوردية العراقية وداخل الاحزاب الكوردستانیة تزداد، والخوف من المصیر المجهول الذي یرید السید بارزاني ان یضعه امام الشعب في شمال العراق ترتفع وتیرته بشكل حاد.. والقوی المتضررة من هذا الانفصال بدأت بخطواتها الرادعة ولن تنتظر تراجع مسعود عن قراره بل سترغمه علی ذلك...
قد تكون حسابات مسعود مغایرة، فهو ان اجری الاستفتاء وطبق الانفصال سیدخل التاریخ بتحقیقه حلم الكورد في العراق، بل في كل العالم، وستنتهي (حسب ما یصور هو وحزبه) مأساتهم التاريخية، بالضبط كما قام كیان الاحتلال في فلسطین على فلسفة الهولوكوست الیهودي - وعذرا لاهلنا للمقارنة رغم ان البارتي لا يمثل جميع الكورد كما لا تمثل الصهيونية كل اليهود وان ادعت ذلك - لكنهم هم من یؤكدون دائما علی مقولة الآلام!
واذا تنازل وأجلّ - أؤكد أجلّ ـ فان الثمن سیكون المزید في المیزانیة علاوة علی المناطق المتنازع علیها والتي سیطر علیها البیشمرگة خلال غزوة داعش ودولتها!
وهذا اقرب للمنطق السیاسي، لانه قد يكون مدعوما في ذلك من الفصائل الكوردیة الاخری التي ستأخذ حصتها من هذه العلاوة واللقمة المقتطعة من افواه اهل الجنوب!
جمیعنا ینتظر 25 أیلول.. فقد تكون هناك مفاجئات كثیرة قبله!
بقلم: علاء الرضائي