مدينة اصفهان الايرانية تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب لامتلاكها الكثير من المعالم الاثرية والطبيعية والمناظر الخلابة الفريدة من نوعها. وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.
لا يختلف اثنان في أن محافظة أصفهان وبالتحديد أصفهان المركز، ديار أسطورية فذة في تنوع مناظرها الطبيعية الخلابة التي تسحر الأنظار وفي تراثها الأصيل الفريد من نوعه والذي يصور للسائح شتى عصور عمر البشرية وبالأخص ما ورثته من العهد الصفوي الذي ازدهرت فيه وأصبحت عاصمة إيران، ومن هذا المنطلق تتنافس الدوائر السياحية الرسمية وغير الرسمية في مختلف البلدان لعقد اتفاقيات مع المسؤولين المحليين في هذه المدينة لأجل تمهيد الأرضية اللازمة لمواطنيهم كي يستمتعوا في تلك البقاع الجميلة.
وفي هذا السياق أكد المدير العام لمؤسسة التراث الثقافي في محافظة أصفهان السيد فريدون اللهياري لدى استقباله عدداً من الناشطين على الصعيد السياحي في روسيا قبل مدة على أن التبادل السياحي بين مدينة أصفهان وجمهورية روسيا الاتحادية يجري على قدم وساق وسوف يشهد تنامياً ملحوظاً خلال السنوات المقبلة.
وقد حضر هذا الاجتماع عدد من المسؤولين عن القطاع السياحي في المحافظة، حيث تطرق السيد فريدون اللهياري إلى الحديث عن العلاقات التأريخية بين الشعبين الإيراني والروسي قائلاً: الشعبان في إيران وروسيا لديهم تربطهما علاقات حميمة ووطيدة في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية منذ سالف العهود لدرجة أن الكثير من الرحالة الروس زاروا مدينة أصفهان منذ العهد الصفوي، لذا يمكن القول إن العلاقات الثقافية الرسمية بين الجانبين تضرب بجذورها في أربعة قرون من الزمن.
وفي هذا السياق تحدث السيد اللهياري عن واقع العلاقات الثقافية والسياحية بين الجانبين في العصر الراهن مؤكداً على وجود جهود ثنائية حثيثة بغية النهوض بهذه العلاقات لتبلغ أرقى مستوى ممكن، ثم تطرق إلى بيان القابليات التي تمتلكها المحافظة في شتى الأصعدة الطبيعية والثقافية والسياحية مما جعلها أبرز مدينة في الجمهورية الإسلامية من هذه الناحية، كما أكد على رقي الخدمات التي تقدم للسائحين الذين يفدون إليها طوال أيام السنة من شتى أصقاع إيران والعالم ولا سيما جمهورية روسيا الاتحادية، وأضاف: في العامين 2015 م و 2016 م استضافت مدينة سانت بطرسبورغ الروسية مسؤولي مؤسسة التراث الثقافي في محافظة أصفهان وعدداً من الفنانين والحرفيين المتحصصين في مهارة الحرف اليدوية الأمر الذي زاد من رغبة المواطنين الروس في زيارة أصفهان والاطلاع على معالمها السياحية التراثية والطبيعية عن كثب، وبالفعل فقد أقام المسؤولين المحليين في هاتين المدينتين العريقتين علاقات حميمة على هذا الصعيد وأسفر ذلك عن القيام بسلسلة من النشاطات الثقافية والسياحية.
وأعرب المدير العام لمؤسسة التراث الثقافي في محافظة أصفهان عن رغبة أهالي مدينة أصفهان في إقامة معرض ثقافي مشترك مع الجانب الروسي، وقال: نأمل أننا في القريب العاجل سنشهد إقامة معرض كبير مشترك بين أصفهان وروسيا في الموقع التراثي الدولي بأصفهان "قصر جهل ستون" وذلك في رحاب النهوض بواقع التبادل الثقافي والنهوض بالواقع السياحي في مدينتنا، ونحن نطمح إلى تحقيق أعلا مستويات التعاون في هذا المضمار.
وأعلن السيد فريدون اللهياري عقد اجتماعاً مع المسؤولين عن الفنادق والأماكن المخصصة لإقامة السائحين الأجانب وسائر المعنيين بالشأن السياحي وطلب منهم تقديم أفضل الخدمات وتوفير أرقى الإمكانيات الرفاهية للسائحين المحليين والأجانب ولا سيما في أيام عيد النيروز حينما تعج المدينة بالوافدين من شتى إيران والعالم، وأضاف قائلاً: أؤكد لكم بأننا في محافظة أصفهان قد أزلنا جميع العقبات الكامنة في طريق التعاون بين القطاعين الخاص والعام في محافظتنا، ومن هذا المنطلق أعتقد بأن جهود الناشطين والمعنيين بالشأنين الثقافي والسياحي تبشر بمستقبل زاهر ملؤه الرقي والتقدم في المجال السياحي.
ونوه السيد فريدون اللهياري على أن التعاون بين مختلف مكونات المجتمع الرسمية وغير الرسمية يضمن النهوض بواقع السياحة في البلد، وطالب بإجراء تنسيق أفضل بين مختلف أجهزة الدولة ومكونات القطاع الخاص بغية تحسين خدمات السياحة وتأهيل جميع معالمه السياحية لأجل أن يتسنى للسائحين الحصول على أفضل حيز ممكن للسياحة والاصطياف في محافظة أصفهان بالتحديد.