نقاشات وحوارات في بيروت: هل انتهت الحرب على "داعش"؟

الجمعة 7 يوليو 2017 - 11:21 بتوقيت غرينتش
نقاشات وحوارات في بيروت: هل انتهت الحرب على "داعش"؟

بموازاة المعركة العسكرية والامنية التي تخاض ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا ولبنان، تدور في بيروت نقاشات وحوارات متنوعة في الاوساط السياسية والدبلوماسية والاعلامية وبعض الاوساط الاسلامية حول سؤال اساسي: هل يمكن القول ان الحرب على داعش انتهت؟ وكيف يمكن العمل كي لا تعود داعش مرة اخرى الى المناطق التي هزمت منها؟

حول هذه الاسئلة لا يوجد جواب حاسم ونهائي، فبعض الاوساط الاسلامية تعتبر "ان ما جرى ويجري في العراق وسوريا قد ادى الى نهاية ما سمي "دولة الخلافة الاسلامية" ، لان هذه الدولة فقدت مقرها الاساسي وام تعد تسيطر سوى على اجزاء محدودة من الاراضي العراقية والسورية، واما في لبنان فقد بقي هناك جيبا محصورا في منطقة جرود عرسال تتواجد فيه تنظيمات متنوعة ومنها مجموعات تابعة لتنظيم داعش".

وتضيف هذه الاوساط: ان المعركة العسكرية ضد داعش قد حققت تقدما كبيرا ولا سيما في العراق ، ولكن ذلك لا يعني ان المعركة انتهت وحسمت ، فهذا التنظيم قد يلجأ الى العمليات الامنية من تفجيرات وهجمات انتحارية وقد يعمد لارسال مقاتليه الى مناطق متنوعة ان في سوريا والعراق ولبنان او الدول المجاورة، ولذا لا بد من استمرار الاستعداد والجهوزية الامنية لمواجهة عمليات متنوعة وهذا ما ظهر في الايام القليلة الماضية.

وتتابع هذه الاوساط: لكن مرحلة ما بعد داعش قد تكون اخطر من مواجهتها عسكريا وخصوصا في العراق ، حيث تبرز مخاوف عديدة من بروز صراعات سياسية وامنية وعسكرية بين مختلف القوى العراقية ولاسيما بين الاكراد من جهة وبقية الاطراف العراقية ، وكذلك بين القوى المنخرطة في قوات الحشد الشعبي والاحزاب السياسية الاخرى، وقد تصل الامور الى حد حصول حرب اهلية جديدة من اجل تحديد مستقبل العراق ومصيره.

وعلى الصعد السياسية والدبلوماسية بدأت تطرح اسئلة عديدة حول طبيعة المرحلة المقبلة ضد داعش، وكانت العاصمة اللبنانية قد شهدت خلال الاشهر الماضية انعقاد عدد من المؤتمرات والحلقات الحوارية للبحث حول مرحلة ما بعد داعش وما هي الخيارات المتوقعة، وشارك عدد من الخبراء السياسيين والعسكريين وبعض المختصين بالحركات الاسلامية في هذه النقاشات.وطرحت في هذه المؤتمرات عدة احتمالات ومنها:

اولا: التفتت الواقعي ويقصد به قيام كائنات طائفية وعرقية في العراق ودول المنطقة دون ان يكون لهذه الكيانات اعتراف رسمي داخلي او خارجي.

ثانيا: ازدياد الصراعات الطائفية والمذهبية والعراقية ونشوب خلافات حول ادارة المناطق المحررة ودور الحشد الشعبي والقوات الكردية والقوى الرسمية.

ثالثا: التقسيم الرسمي عبر قيام اقاليم ثلاثة "سنية وشيعية وكردية" وبروز الصراعات بين هذه الاقاليم.

رابعا: تزايد الدور الاميركي والخارجي في العراق وسوريا بشكل مباشر من خلال تدخل الدول الخارجية في الشؤون العراقية بشكل مباشر وعبر تعزيز التواجد العسكري والامني لهذه الدول في المناطق العراقية وخصوصا اقامة قواعد عسكرية اميركية في الانبار وشمال العراق وسوريا.

خامسا: في مواجهة السيناريوهات السلبية من تفتيت او تقسيم او حروب اهلية يطرح الباحثون والناشطون العراقيون خيار التوحيد والاصلاح من خلال اعادة النظر بواقع السلطة الحالية واجراء عملية اصلاح شاملة واعادة تكوين السلطة بشكل متوازن والحصول على دعم قوى عراقية وخارجية لهذا المشروع.

اما على صعيد دور "داعش" الارهابية  فقد تخوف بعض المختصين من تحول التنظيم للعمل السري وامتلاكه لاسلحة غير تقليدية والانتشار في العديد من المناطق للقيام بعمليات عسكرية او امنية تؤدي لزعزعة الاستقرار في كل دول المنطقة وصولا الى اوروبا.

وعلى ضوء هذه الاجواء تدعو بعض القيادات القومية والاسلامية في بيروت للتحرك بشكل سريع من اجل اطلاق مبادرات سياسية وفكرية لتحصين دول المنطقة من المشكلات التي يمكن ان تواجهها في المرحلة المقبلة ولقطع الطرق على عودة تنظيم داعش او ما يشبهه الى هذه الدول او من اجل منع اندلاع اشكال جديدة من الصراعات والازمات.

وبالاجمال تجمع معظم الجهات والاطراف في بيروت: ان ما تحقق حتى الان في الحرب على داعش كان انجازا مهما، لكن المعركة لم تنته، وان ما بعد داعش قد يكون اخطر من المعركة ضدها اذا لم يتم التوصل الى تسويات سياسية تحصن دول المنطقة من هذه الازمات.
 
قاسم قصير / عربي 21