وفي مقابلة أجرتها قناة الكوثر مع المهندس، اليوم الاثنين على هامش الاجتماع التاسع لاتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية في مشهد المقدسة، اكد القيادي في الحشد الشعبي ان فتوى السيد السيستاني لاتمثل رأي شخص بل هي امتداد لكيان مرجعي عمره أكثر من 1000 سنة، مشيرا الى ان هذا الكيان المقدس الذي يرتبط بالأئمة المعصومين له وقع مهم جدا على المتلقي.
ونوه الى فتوى عام 1914 التي قضت بمقاومة الانكليز واستطاع وقتها الشعب العراقي رغم امكاناته المتواضة من تعطيل وصول الاستعمار البريطاني آنذاك، من البصرة الى بغداد ثلاث سنوات ونصف، ومقابرهم الآن في العراق شاهدة على ذلك.
وقال: في هذه الفتوى أيضا استجاب العراقيون شيعة وسنة وكردا وايزديين ومسيحين. السيد السيستاني ليس مرجعا للشيعة فقط وإنما هو مرجع للعراق، لذلك تحمل استجابة الناس قضية عقائدية وقضية وطنية وقضية غيرة على أرضهم وبيوتهم ومزارعهم وتحميل قدسية ايضا.
واوضح ان الالتفاف الشعبي الهائل حول الحشد الشعبي هو في الواقع التفاف حول السيد السيستاني وحول مرجعيتهم (العراقيين).
وحول التهديدات الاميركية بعد وصول الحشد الشعبي والجيش السوري الى الحدود العراقية السورية وفتح الطريق بين البلدين، أكد المهندس ان هذه التهديدات مرتبطة بأميركا والغرب وان الحشد لاياخذها بعين الاعتبار لأنه هيئة مرتبطة بالشعب، وهذه الارض هي أرض عراقية من واجب القوات الامنية تطهيرها ومراقبتها لأنها معبر للارهاب.
واشار الى ان جنوب سنجار كان ممرا يوميا لعناصر جماعة "داعش" الارهابية والقاعدة من تركيا عبر سوريا الى العراق، مؤكدا هذه أرض عراقية ونحن والجيش والشرطة الاتحادية مأمورون بمسكها ومكافحة الارهاب.
لن نخضع لأي تهديد أميركي أو غيره
وحول تخوف دول من إقامة خط سريع من طهران الى البحر الابيض المتوسط، تعجب المهندس من الامر وقال: ماذا في إقامة مثل هكذا خط؟! لايضر أحدا ولا علاقة له بأمن أحد، سوريا والعرقا بلدان متجاوران منذ الأزل ومرتبطون جغرافيا وتاريخيا.
وأضاف: القرار بوصولنا أو عدمه مرتبط بشعوب المنطقة، من حقنا كعراق ان نتصل بإيران ونتصل بسوريا ولبنان ودول الجوار، هذه مسؤوليتنا ونحن أصحاب القرار ولن نخضع لاي تهديد أميركي أو غيره.
الدور الاميركي في الموصل
اكد أبو مهدي المهندس ان الحشد الشعبي لايعتقد ولايثق بأي دور أميركي ويجده غير مجدٍ، حيث يعتمد الحشد على طاقاته الذاتية، موضحا: جربنا منذ 2014 الى الآن الاعتماد على انفسنا.
وقال: الضباط في الجيش العراقي يعرفون الدور الاميركي محدود وتاثيره محدود، وما يهمنا في الحشد الحفاظ على سيادة العراق، طبعا نحترم موقف الحكومة العراقية التي دعت التحالف الدولي الى المشاركة في العمليات ونحن نعمل في العملية العسكرية تحت سقف الدستور وضمن المنظومة العسكرية والقانون.
ونوه الى أن علاقات أميركا مع داعش وهبوط الطائرات الاميركية في مناطق داعش أمر موثق وأصبح كل مقاتل عراقي حتى البسيط منهم يشاهدون هذا الامر ويعرفونه.
وأوضح: كنا في البداية نشك لكن كان لدينا 1500 كيلومتر خطوط دفاعية أمام "داعش" واصبحنا نرى هذا الامر ( الطائرات الاميركية في مناطق "داعش") باستمرار وبشكل اعتيادي، هناك أفلام وصور وحتى الاميركيون لايستحون من هذه القضية.
واكد ان الاميركيين لايريدون إزالة "داعش" من العراق وإنما يريدون إدارة "داعش" في العراق.
الدعم الايراني للحشد الشعبي لايقدر بثمن
اكد القيادي في الحشد الشعبي أنه "لولا الفتوى لما كان هناك حشد ولولا الدعم الايراني لما وصلنا لما وصلنا إليه أبدا".
وقال: لقد كان لدى الحكومة العراقية السابقة اتفاق استراتيجي مع أميركا، لكن عندما طلبت منها بشكل رسمي وكتاب خطي ان تتدخل في سامراء كي لاتسقط بيد "داعش" لم تستجب للطلب الرسمي العراقي، بل وسحبوا شركتهم التي تؤمن خدمات تصليح دبابات الـ"ابرامز" من العراق لمدة 6 أشهر، وقللوا الاعتدة التي يقدمونها الى تلك الدبابات وسحبوا طائراتهم، وبقوا متفرجين على العراق. في حين فتحت ايران مخازنها الاستراتيجية لنا، في البداية كان النقل بالسيارات وبعد سقوط الموصل أصبح بالطائرات، كانت عشرات الطائرات تنزل في بغداد لتزودنا بالاسلحة وكان لدينا نقص حاد في العتاد.
دور اللواء قاسم سليماني في المعركة ضد داعش
وأضاف أبو مهدي المهندس: لعب اللواء سليماني (حفظه الله) دورا مهما في التدريب والتخطيط وساهموا مساهمة فاعلة هم والاخوة من حزب الله وذلك بطلب وبالاتفاق مع الحكومة العراقية ورئيس الوزراء السابق.
واشار الى أنه بعد 3 سنوات من العمليات لم يفتر الشعب العراقي وهو مستمر بالقتال حتى استعادة آخر شبر من ارضه، وسيكون للعراق دور اقليمي مهم يستند على انتصاراته، حيث أنه البلد الوحيد الذي تمكن من هزم الدواعش المدعومين أميركيا وسعوديا، مستندا على تضحيات أبنائه ووحدة شعبه بمختلف مكوناته.
هل سيتدخل الحشد في سوريا؟
وأوضح المهندس أنه "اذا تعرضنا (القوات العراقية) الى اعتداء من ناحية الأراضي السورية التي تسيطر عليها جماعات مسلحة فسنرد وسنتقدم لعدة كيلومترات، هذه قضية ميدانية معروفة ومحسومة، أما فيما يتعلق بالدخول الى عمق الاراضي السورية هذا لايتم إلا بالاتفاق مع الحكومة العراقية والحكومة الشرعية الموجودة في دمشق.