فكم مرة اتهمت أمريكا والغرب عموما ما تسميه بنظام بشار بأنه استعمل سلاحا كيماويا في الغوطة وفي جهات أخرى في سوريا، وأثبتت تحقيقات أممية لاحقا أنه ليس الجيش السوري من فعل ذلك، بل ”جبهة النصرة” و”داعش”، هما من ألقيا بقنابل كيماوية على المدنيين.
لكن إعلام البترودولار التابع لقطر والمملكة والإعلام الغربي الذي روج لأكذوبة الكيماوي، ولم ينشر نتيجة التحقيق الأممي مثلما روج أكذوبة أطفال الغوطة، نفس الأطفال الذين يخرجون دوريا في تمثيلية من إخراج القبعات ”السود” الذين يسمون اعتباطا بـ”القبعات البيض”، مرة ينتشلون جثثا هامدة من تحت الأنقاض ومرة يعرضون أمام الكاميرات كضحايا للكيماوي، مثل الطفل ”عمران” الذي ظهر مرة على متن سيارة إسعاف مغبر الوجه تسيل منه الدماء، وظهر مؤخرا وسط أطفال ”قتلى” قبل أن يخرج والده برفقته ويفضح البروباغاندا الإعلامية الكاذبة؟
الناطقة باسم البيت الأبيض أعلنت منذ يومين أن الاستخبارات الأمريكية رصدت استعدادات من جانب من تسميه ”النظام السوري” لشن هجوم كيماوي، وقال ترامب الذي تحادث مع الرئيس الفرنسي بهذا الشأن لرد مشترك، إن بشار الأسد في حالة استعمال الكيماوي سيدفع ثمنا باهظا.
هذا الإعلان ليس فقط دعوة للإرهابيين في سوريا لتنفيذ هجوم كيماوي، أو إلى القبعات البيض هناك لتنفيذ الهجوم لإعطاء ترامب ذريعة التدخل، بل لأن الجيش السوري وبمساعدة حلفائه حقق انتصارات سريعة في الرقة وفي جهات أخرى أزعجت أمريكا وحلفاءها على تدمير سوريا، فأرادوا نسف كل انتصار يحققه الجيش السوري هناك، لإعادة عقارب الساعة إلى الصفر، وإطلاق يد داعش وأخواتها في سوريا من جديد، بعد كل الضربات الموجعة التي وجهها إلى الجماعات الإرهابية متعددة الجنسيات والتسميات.
مصادر إعلامية روسية تقول إن أمريكا زودت داعش بسلاح كيماوي لإطلاقه على دمشق واتهام الأسد، فهل هناك من ما زال يصدق أن أمريكا وحلفاءها يقودون حربا على ”داعش” في سوريا والعراق؟
ثم ما دامت أمريكا متيقنة من امتلاك سوريا لسلاح كيماوي، لماذا لم تتدخل وتفتش عنه؟ أم من الغباء أن تستعمل أمريكا نفس الكذبة التي دمرت بها العراق، واحتلته سنة 2003 قبل أن يصرح وزير خارجيتها لاحقا ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير بأن صدام لم يكن يمتلك السلاح الكيماوي.
الأكيد أن الجيش السوري لو كان يمتلك السلاح الكيماوي لألقاه على "إسرائيل"، وهو يعرف أن كل المخطط، الذي استهدف البلد، المستفيد الوحيد منه هو الدولة الصهيونية.
*حدة حزام - المرصد الجزائري