العيد في الإسلام.. تجل للمعاني الاجتماعية والإنسانية

الأحد 25 يونيو 2017 - 05:56 بتوقيت غرينتش
العيد في الإسلام.. تجل للمعاني الاجتماعية والإنسانية

الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا ما أجملها من كلماتٍ، عندما يرددها المسلمون في صلاة العيد جماعةً وفي صوتٍ واحدٍ وبقلبٍ واحدٍ ولسانٍ واحدٍ، تصدعُ مكبراتُ الصوتِ في المساجدِ بكلماتِ تكبيراتِ العيدِ معلنةً الفرحةَ للصائمين

عيد الفطر المبارك، أحد أبرز مظاهر الفرحة والبهجة في حياة المسلمين في شتى بقاع العالم، حيث يأتي تتويجًا لصيام شهر رمضان المعظم، فقد أباح الله تعالى للمسلمين الفرح والاحتفال والسرور، ولم يبخسهم حقهم في أن يتنزهوا ويفرحوا ويلعبوا، ويتبادلوا سویا أرق التهاني والتبريكات، ويأخذوا من الدنيا نصيبهم الذي شرعه الله لهم، وذلك خلال العيدين اللذين جعلهما الله للمسلمين في العام، عيد الفطر وعيد الأضحى، لتكتسي الدنيا فرحًا بمشاعر المسلمين الراقية السامية، بعيدًا عن الابتذال والسفور، وفق منهج رباني قويم.

كلمة العيد صغيرة في عددِ حروفها، كبيرة في معناها، فهي تجمعُ في طياتها الفرح والحبّ في آن واحد، وبالنسبة للمسلمين فهناك عيدان، العيد الأول وهو عيد الفطر الذي يأتي عقب صوم شهر رمضان الذي نزل فيه القرآن الكريم على النبي محمد(ص)، ويرى فيه المسلمون فرحة كبيرة منحها الله لهم في أعقاب صوم شهر متوالٍ، قاموا فيه بعبادة الله بطرق مختلفة، منها تلاوة القرآن والصلاة في المساجد القريبة من مكان سكناهم، أو بالذهاب إلى أداءِ مناسك العمرة. ويوم العيد يستعدّ له المسلمون طوالَ شهر رمضان، من تحضير للملابس الجميلة التي يفرح بها الاطفال ويزهون بها، بل ويحضّرونها بالقرب من فراشهم أمَلاً في لبسها في الصباح الباكر، ليبدأوا يومهم الحافل السعيد، إضافة إلى الآمال الأخرى، وأهمّها الحصول على المال الذي لا يحصلون عليه في الأيام العاديّة؛ ليذهبوا به إلى محلّات البَاعة؛ لشراء اللّعب الجميلة التي تنتشر في المجالات المختلفة؛ بألوانها وأحجامها وأشكالها وأنواعها، وأيضاً لشراء بعض الحلويات والحاجات التي لا يقدرون على شرائها بمصروفهم اليومي. وفي هذا اليوم يكثر التّراحم والتزاور بين الأقارب؛ ليصل بعضهم بعضاً ويذهبون إلى أقاربهم، ليكون هناك نوعٌ من المودة والرحمة، عملاً بما حثّ عليه الرسول -عليه السّلام- من المودة والرحمة
ويتميز عيد الفطر بأنه آخر يوم يمكن قبله دفع زكاة الفطر الواجبة على المسلمين.

ويؤدّي المسلمون في صباح العيد بعد شروق الشمس بثلث ساعة تقريبا صلاة العيد ويلتقي المسلمون في العيد ويتبادلون التهاني ويزورون أهليهم وأقرباءهم، وهذا ما يعرف بصلة الرحم. كما يزور المسلم أصدقاءه ويستقبل أصحابه وجيرانه، ويعطفون على الفقراء. وقد جرت العادة في كثير من البلدان الإسلامية بأن يأكل المسلمون في العيد بعض التمرات أو كعك العيد الطيب المحشو بالتمر أو المحشو بالملبن والمغطى بالسكر، والغريبة، والبتي فور، والمحوجة، وبسكويت النشادر، وربما المنين بالعجوة.

العيد: هو كل يوم فيه جمع، وأصل الكلمة من عاد يعود، قال ابن الأعرابي: سمي العيد عيداً لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد.

والمسلمون يتسامون بأعيادهم ويربطونها بأمجادهم، ويتحقق في العيد البعد الروحي للدين الإسلامي ويكون للعيد من العموم والشمول ما يجعل الناس جميعا يشاركون في تحقيق هذه المعاني واستشعار آثارها المباركة ومعايشة أحداث العيد كلما دار الزمن وتجدد العيد. فالعيد في الإسلام ليس ذكريات مضت أو مواقف خاصة لكبراء وزعماء، بل كل مسلم له بالعيد صلة وواقع متجدد على مدى الحياة.

وفي العيد تتجلى الكثير من معاني الإسلام الاجتماعية والإنسانية، ففي العيد تتقارب القلوب على الود، ويجتمع الناس بعد افتراق، ويتصافون بعد كدر. وفي العيد تذكير بحق الضعفاء في المجتمع الإسلامي حتى تشمل الفرحة بالعيد كل بيت، وتعم النعمة كل أسرة، وهذا هو الهدف من تشريع «صدقة الفطر» في عيد الفطر.

أما المعنى الإنساني في العيد، فهو أن يشترك أعدادٌ كبيرة من المسلمين بالفرح والسرور في وقت واحد فيظهر اتحادهم وتُعلم كثرتهم باجتماعهم، فإذا بالأمة تلتقي على الشعور المشترك، وفي ذلك تقوية للروابط الفكرية والروحية والاجتماعية.

المصدر: الوفاق