يوم القدس العالمي هو يوم الشهداء والمقاومة

الخميس 22 يونيو 2017 - 11:08 بتوقيت غرينتش
يوم القدس العالمي هو يوم الشهداء والمقاومة

يوم القدس العالمي، هذا اليوم الذي تعبر فيه جماهير العالم الإسلامي والعربي، عن تضامنهم مع فلسطين والشعب الفلسطيني، في مقاومة الاحتلال الصهيوني.

من تونس الخضراء حيث بدأ الأخ صلاح الدين المصري بمناسبة هذا اليوم العظيم كلمته، بالرحمة على كل شهيد قدمته الأمة العربية والإنسانية:

الشكر الجزيل و الرحمة العظيمة على كل شهيد قدمته الأمة الإسلامية والعربية والإنسانية، في تاريخ طويل لمقاومة الظلم، عندما الإنسان يجد أمانة ثقيلة رغم شعوره بالضعف، ورغم شعوره بقلة العدد والعدة، فيجب عليه أن يحمل هذه الأمانة الثقيلة، ويقف مستقيماً ليقوم القسط والعدل في هذه الأرض، فقد جرى الظلم على ملايين الناس وأنتم يخطط لكم ظلم لا مثيل له، والمخطط هو حكومة صندوق النقد العالمي، التي تعد لتسرق من جيب كل واحد ميليماته، التي يجنيها بعرقه وألمه، ولتسرق منكم ثرواتكم ولتسرق منكم قراراتكم، إن يوم القدس العالمي وهو يوم وجهة المستضعفين ضد الظالمين والمستكبرين، هو يوم تونس قبل غيرها، هو يوم الجنوب والشمال والغرب والشرق، هو يوم كل إنسان عليه أن يقف ليحمل أمانة الشهداء وأمانة المقاومة، وهي أمانة ثقيلة، كل امرأة كل بنت كل رجل منكم، من واجبه أن يحمل هذه الأمانة الثقيلة، أمانة القدس التي تختزل معركة الإنسانية ضد الظلم والظالمين، ضد  المستكبرين وناهب خيرات البشرية، سأخاطب عقولكم وأقول لكم، إن يوم القدس جعل في آخر جمعة من شهر رمضان، ليستكمل الانسان صومه، ويعد نفسه لمواجهة تدوم سنة كاملة، علينا أن نحذر شديد الحذر أن نعود هذه الليلة إلى باجه أو جندوبة، إلى بنزرت أو قفصة او سوسة أو القيروان، لننام مطمئنين، ونقول قد أدينا الواجب، نحن بدأنا اليوم في أداء الواجب المقدس، وهو أن تكون تونس أرض مقاومة، أن تكون تونس أرض مقاومة يعني أن يحمل كل واحد وكل امرأة منكم هذا المشعل، المعمد بدماء الشهداء، شهداء مقاومة الاستعمار الفرنسي، شهداء مقاومة الاستبداد، شهداء مقاومة الصهيونية، شهداء تونس في فلسطين، هذه الأمانة ثقيلة وتحتاج منا 365 يوماً يعني سنة كاملة، نعمل من أجل أن نجتث الكيان الصهيوني الغاصب ليس في فلسطين فقط، وإنما في تونس خاصة لأن الكيان الصهيوني له لوبي عالمي وله منظومة عالمية تحميه، وهذه المنظومة العالمية تستوطن في كل أرض عربية، وخير مثال لهذا الاستيطان، هو الارهاب التكفيري، فكل عائلة من العوائل التونسية يمكن أن تكون ضحية مثل العائلات التي سرقوا منهم أمام أعينهم أبنائهم وبناتهم، سرقوهم لأن أمتنا لم تختر المقاومة، من يترك الجهاد بمعنى يترك مقاومة العدو الصهيوني يصاب بالذل والهوان، تسرق منه خيراته، ويسرق منه أبناؤه، المقاومة هي سفينة نجاة لنا جميعا، يمكن أن تمنحنا العزة ويمكن أن تستعيد لنا أبنائنا، لأن أبنائنا وشبابنا بحاجة إلى مشروع عظيم يحرر الأرض من ظلم الظالمين، ومن استكبار المستكبرين، في هذه المناسبة نحن ندعو أن تعيد تونس العلاقات مع سوريا باعتبار سوريا قلعة المقاومة ندعو إلى أن تتبنى الحكومة يوم القدس العالمي، وعلينا أن نعمل جميعا شرط أن نعطي هذا اليوم بعدا وطنيا عالميا و نبعده عن كل تخندق طائفي أو فئوي، لأن الطائفية تحرمكم من التواصل مع هذا الشعب العظيم، لأنه شعب غير طائفي وانتصر على الصهيونية ووقف مع حزب الله رغم الإختلاف الطائفي، لأنه شعب مؤمن بالمقاومة فلا تخذلوه واجعلوا المقاومة بروح اسلامية إنسانية عالمية، ينخرط فيها كل إنسان و لا ينفر منها، في هذا اليوم سنطالب بأن الشعب اليمني المظلوم في حاجة إلى دعم ونصرة له، وأن شعب البحرين الذي يعتبر الإنتفاضة العربية والثورة العربية الوحيدة، التي لم تمد يدها إلى الأمريكان والصهاينة، تشق طريقها طريق الشهداء المعمد بالدماء والجراح وهي تنتظر من كل عربي، أن يقف ويقول كلمة حق بوجه سلطان ظالم جائر اسمه آل سعود والأمريكان، في يوم القدس العالمي في يوم الفقيه المقاوم الإمام الخميني (قدس)، و(الإمام الخامنئي) حفظه الله،  اللذان يمثلان نموذج الفقيه المقاوم ، في مقابل الفقهاء المتاجرين بالدين والذين يبعثون بأبنائنا إلى المحارق والمقاتل.

من أجل أن تبقى فلسطين بوصلة وقبلة، يجب أن نقدم هذه الضحيات ويجب أن نبقى في الميدان طيلة سنة، ولا نكتفي بيوم نكفر به عن نسياننا لقضايانا ونكفر به عن انغماسنا في شؤوننا الذاتية والفردية، وإهمالنا لقضيتنا الحقيقية وهي قضية تحرير الأمة كاملة من مشاريع العدو الصهيوني.

رحم الله شهداء عملية تل أبيب من عائلة المخامرة وهم الذين يثبتون مجددا أن الشعب الفلسطيني لا يبيع قضاياه رغم كل عقود المفاوضات ورغم كل الخذلان الرسمي العربي.

و في الختام أشكر كل من جاء من بعيد، وتحمل المشقة ونحن بفضلكم و بفضل دماء الشهداء نجتمع اليوم في هذا المكان الذي استضاف يوما الشهيد المقاوم سمير القنطار، والذي صمد بوجه الإحتلال لثلاثة عقود، وانتصر على المحتل الصهيوني في سجون الكيان الصهيوني، نعده أن نبقى أوفياء لدمائه الزكية، في مواجهتنا للإرهاب التكفيري في هذا الوطن العظيم .

المصدر: هاف بوست

تصنيف :