الصراع السعودي على الحكم وتداعياته على السودان!

الخميس 22 يونيو 2017 - 10:02 بتوقيت غرينتش
الصراع السعودي على الحكم وتداعياته على السودان!

صبيحة يوم الأربعاء أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عدداً من الأوامر الملكية، أعفى خلالها بعضاً من كبار الشخصيات في المسرح السعودي وعين آخرين بدلاً عنهم.

الإقالة الأبرز كانت من نصيب الأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق ونجل الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد الأسبق، حيث تمّ تجريده من مناصبه ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية، وتعيين الأمير محمد بن سلمان نجل الملك الحالي ولياً للعهد.

مخطط تسليم مقاليد الحكم في السعودية للأمير الشاب محمد بن سلمان جرى إعداده منذ وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز في عام 2014م.

الملك عبدالله بدوره كان يسعى لتنصيب نجله الأمير متعب بن عبد الله ملكاً على السعودية حيث إستحدث منصب ولي ولي العهد وعيّن أخيه الموالي له الأمير مقرن بن عبد العزيز في هذا المنصب ليكون جسراً لصعود الأمير متعب للمنصب الأرفع في السعودية، قُصر أجل الملك عبد الله لم يمكنه من تنفيذ مخططه، ليعتلي الملك سلمان بن عبد العزيز كرسي السلطة ويُرفِّع الأمير مقرن بن عبد العزيز لمنصب ولي العهد ويعين الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد، مبعداً بذلك الأمير متعب بن عبد الله من المناصب الحساسة والمهمة،كما تمّ إلغاء ديوان ولي العهد والإكتفاء بالديوان الملكي لإصدار كافة الفرمانات الملكية، في خطوة كانت تستهدف تقليص صلاحيات ولي العهد وجعله منصباً صورياً، وبعد مدة قصيرة تمّ إجبار الأمير مقرن بن عبد العزيز على الإستقالة من منصب ولي العهد والإنزواء من صورة الحكم، مفسحاً بذلك المجال لصعود الأمير محمد بن نايف لمنصب ولي العهد، وحينها لم يفاجئ الملك سلمان معظم المتابعين للشأن السعودي بتعيين نجله الشاب ولياً لولي العهد.

بعد مزاولة المحمدين “بن نايف” و”بن سلمان” لمهام منصبيهما، بدأت المنافسة بينهما على خلافة الملك سلمان تدريجياً حيث زار كلّ واحد منهما الولايات المتحدة الأمريكية سعياً منهما لكسب ودها ورضاها ومساعدته في تحقيق مبتغاه، وفي خطوة ماكرة تهدف لتقليص صلاحيات منصب وزير الداخلية الذي كان يشغله الأمير محمد بن نايف قام الملك سلمان بإصدار أمر ملكي بتكوين مجلس أمني برئاسة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الحالي وولي ولي العهد السابق، حتى صدرت الاوامر الملكية الأخيرة محطمة أحلام “بن نايف” لإعتلاء العرش السعودي ومعبدة الطريق للأمير الشاب محمد بن سلمان لتحقيق حلمه والذي تتبقى أمامه خطوة واحدة وهي إعلان الملك سلمان تنحيه عن منصبه وتنازله لنجله.

كما أسلفنا فإنّ قرار عزل الأمير محمد بن نايف كان مخططاً له منذ أمد بعيد، وحتى تعييننه في هذا المنصب لم يكن الا جسراً لوصول الأمير محمد بن سلمان للعرش الملكي، ولكن الديوان الملكي كان ينتظر الوقت المناسب لإعلان هذا القرار الذي سيكون له ما بعده بكل تأكيد.

تنباً كثير من المحللين بحدوث نزاعات بين أفراد الأسرة الحاكمة عقب وفاة الملك سلمان والذي تسربت تقارير طبية من مستشفيات أمريكية تؤكد إصابته بأمراض خبيثة، منذ أمد بعيد أبدى عدد من كبار الأمراء تذمرهم من تعيين الأمير “بن نايف” ولياً لولي العهد حيث غرد الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود “أبايع والدي الملك سلمان وأبايع والدي الأمير مقرن وأهنئ أخي الامير محمد بن نايف” والفرق بين أبايع وأهنئ واضح وجلي، كلّ المعطيات تشير الى بروز الخلافات بين أفراد الأسرة الحاكمة للعيان ولا نستبعد تكوين تحالف مناوئ لصعود الأمير محمد بن سلمان على قمة هرم السلطة في السعودية.

تقارير عديدة تحدثت عن علاقات وثيقة تجمع بين الأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق وأمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، وفي المقابل أيضاً تحدثت التقارير عن وجود خلافات عميقة بينه وبين الأمير محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي وعلاقات قوية بين الأخير وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الخلافات الخليجية الأخيرة بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى قلصت نفوذ قطر في المملكة العربية السعودية وزادت من نفوذ الإمارات مما جعل الفرصة مواتية لإصدار هذه الاوامر الملكية.

بالنسبة لنا في السودان بات الموقف أصعب من ذي قبل خصوصاً إذا برزت أي خلافات بين أفراد الأسرة المالكة ووقوف البلاد مع أي تيار سيؤثر على علاقاته مع المملكة حال صعود التيار المضاد له، وحتى الحياد ربما يكون غير مقبول عملاً بالسياسة الأمريكية “إمّا معنا أو ضدنا”.

المصدر: IUVM PRESS