نقف مرة أخرى على عتبة القدس في يومها العالمي الذي اعلنه الامام الخميني رضوان الله على روحه الطاهرة، لنذكرّ بها بعض العرب والمسلمين الذين يرددون بلا خجل أو حياء، وكلما واجهوا سؤالاً عنها وعن مآسي أطفالها، بانها قضيتهم الأولى بعد أن كانت عند البعض مركزية!
وهؤلاء الأفاكون صرفوا على زيارة واحدة لسيدهم الجديد وأسرته "الملكية"، والجميع يعرف من أقصد، دونالد ترامب، قرابة 500 مليار دولار وتعهدوا بـ 25 مليون فرصة عمل للأميركيين، فيما شعوبهم تعاني من الفقر والحرمان والبطالة وقد وصل العجز في ميزانياتهم الى نحو 100 مليار دولار في بعض السنين..
لم يعترضوا على اقلاع طائرته من الرياض مباشرة الى فلسطين المحتلة، كما لم يعترضوا على سفور ميلانيا وايفانكا وهم من يمنعون نساء أهل الجزيرة العربية من أبسط حقوقهن..
أكثر من ذلك اصبحوا والصهاينة الملطخة أيديهم بدماء جميع شعوب ومكونات الشرق والغرب العربي والاسلامي، حلفاء علانية بعد ان كانت زيجاتهم مسيار وعلاقاتهم وناسة!.. نعم، اصبحوا يشاركون اللقيطة كل مشاريعها الاقليمية والدوليةولا عجب فاللقطاء على اشكالهم يقعون!... حتى في قضية سلب تيران وصنافير من الجسد المصري، وهنا أعجب من صمت أحرار مصر الذين روت دمائهم أرض فلسطين واليمن وهم يعجزون اليوم عن الدفاع عن أرضهم، أجل في هذه القضية فأن الرابح الاكبر هو دويلة الكيان الصهيوني والخاسر الأول والأخير مصر، التي ستفقد أرضها وموقعها وستمكن عدوها من الالتفاف عليها وتمكينه من مصادر قوتها!
ليس هذا فقط، فهؤلاء الحكام كانوا دائماً رهان المستعمر والمستكبر وهو نتيجة الصفقات والارتهانات بين الرجعية وأسيادهم في لندن وباريس وواشنطن.. فللأسياد حق الخلق والوجود برقبتهم!
والسؤال هوأين القدس وأين الاقصى وأين فلسطين في الوجدان العربي والاسلامي... أينها من مهرجانات الشعر والملتقيات الثقافية والعلمية ومنوالمسيرات التي كانت تخرج في ذكرى النكبة وذكرى النكسة ويوم الأرض... لماذا أضحت هذه المسيرات مقتصرة على إيران وغزة ويمن الحوثيين وعراق الحشد ولبنان المقاومة بكل فصائلها اللبنانية والفلسطينية!
لماذا يتفاعل العرب مع المهرجين والطبالين والمثليين وأشباه الفنانين ولا أحد يذكر نساء فلسطين في سجون الاحتلال وأطفال غزة الذين يحرمون من أبسط حقوقهم.. يضج العالم من أجل "أحلام" المطرودة من الامارات بسبب جنسية زوجها القطري، فيما يلفه الصمت إزاء آيات الخرس ومن قبله سناء محيدلي وزينب الخواجة.
لماذا يتفاعل العرب مع التفاهة والمجون و"يعفّون!" عن الطهر والشرف والاباء.. قد تكون الاجابة قاسية أحيانا وفيها الكثير من جلد الذات؟!
أين العرب وأين المسلمون (.. وين الملايين!!) هل صاروا كلهم مع جيش كبسة السعودي المتهاوي أمام الصمود اليمني، أم صاروا جميعهم مقاتلين في داعش والنصرة وأجناد بيت المقدس وبوكوحرام ولشكر جهانگوي؟!
لماذا يصرّ بعض العربوبعض المسلمين على استبدال الفخر والعزّوالمقاومة، بالعهر والاستلابوالارهاب..ومن المسؤول عن هذا المستنقع؟!
أعتقد ان من يستبدل "والله زمن يا سلاحي" و"جرّ المدفع فدائي" بتفاهات "يانا الهوة من زنجبار!" لا يستحق أكثر من ذلك.. والقدس لا يحررها المخنثون والمجرمون، بل عباد لله أولي بأس شديد.. وكان وعداً مفعولاً.
بقلم: علاء الرضائي