وأرجع البنتاغون سبب استهداف الطائرة السورية لكونها كانت تسقط قنابل قرب مقاتلين تدعمهم واشنطن في سورية ، فيما أكدت دمشق في بيان صادر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة مساء الأحد 18 حزيران أن التحالف الدولي استهدف الطائرة الحربية السورية في منطقة الرصافة بريف الرقة الجنوبي أثناء تنفيذها مهمة قتالية ضد تنظيم داعش الإرهابي مما أدى إلى سقوط الطائرة و فقدان الطيار.
حدثان مهمان حصلا بالتزامن مع هذا التصعيد الخطير في الرصافة ، الأول إعلان الحرس الثوري الإيراني و في خطوة غير مسبوقة عن تنفيذ هجوم صاروخي بعدد من صواريخ (أرض – أرض متوسطة المدى) أطلقت من القواعد الصاروخیة للحرس الثوري في محافظتي كرمانشاه وكردستان غرب إیران ، مستهدفا” مقرات تنظيم داعش في دير الزور إضافة لمراكز تجمع و إسناد و تجهيز للسيارات المفخخة، و ذلك في رد على العمليات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة الإيرانية طهران في السابع من حزيران الجاري .
الحدث الثاني التقاء الجيش السوري وحلفائه مع الجيش العراقي وحلفائه عند الحدود السورية العراقية قرب منطقة الرطبة. و في قراءة لخبر إسقاط التحالف الدولي طائرة حربية سورية، نجد أن هذا الخبر يطرح عدة إشارات الاستفهام من حيث الزمان والمكان، لعل أولى هذه الإشارات هي أن الطائرات الحربية الروسية متواجدة بكثافة في تلك المنطقة ونفذت عدة غارات على مواقع داعش ومازال الحديث يدور في هذه الأيام حول حقيقة مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي إثر غارات حربية روسية على مواقع التنظيم في الرقة، فلماذا لم يتعرض التحالف الدولي للطائرات الروسية والتي يجمعها مع دمشق و طهران محور واحد ؟!
نقطة ثانية نناقشها بالاستناد إلى فقرة أوردها بيان البنتاغون في تبريره لاستهداف الطائرة السورية ( طائرة حربية أميركية أسقطت طائرة سورية كانت تسقط قنابل قرب مقاتلين تدعمهم واشنطن في سورية) بحسب هذه الفقرة فإن الطائرة السورية لم تستهدف قوات سورية الديمقراطية إنما مواقع قريبة وبالتالي تعزز هذه الفقرة الرواية السورية أن الطائرة كانت تستهدف مواقع لتنظيم داعش، و هنا تسقط ذريعة واشنطن التي تحاول زرع فتنة و توتير الأوضاع بين الجيش السوري وقوات سورية الديمقراطية و ما لهذا الموضوع من انعكاسات سلبية على الأوضاع في القامشلي و حلب و عفرين، و بالتالي إشغال الجيش السوري و قوات سورية بحروب جانبية على حساب المعركة الإستراتيجية في مواجهة الإرهاب.
كمواطن كردي سوري يحق لي أن أخاطب كل الأطراف أن كرامتي واستراتيجيتي في محاربة الإرهاب لا يسمحان لي بأن أكون حصان طروادة يمتطيني الأمريكي أو أي طرف آخر للدخول إلى سورية و بناء عليه فليتفضل الأمريكي ويوضح سبب إسقاطه الطائرة السورية دون التحجج بحماية قوات سورية الديمقراطية ، الطائرة السورية لم يكن هدفها مواقع قسد .
*ريزان احمد حدو - رأي اليوم