"خيام الإفطار"… ملاذ الفقراء في رمضان نواكشوط

السبت 17 يونيو 2017 - 15:24 بتوقيت غرينتش
"خيام الإفطار"… ملاذ الفقراء في رمضان نواكشوط

عند ملتقى الطرق المعروف بـ"كارفور مدريد"، وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط، يتجمع العشرات من الشباب المتطوعين لتقديم وجبات الإفطار للمئات من الفقراء والمارة في شهر رمضان المبارك.

وفي هذا المكان، ومع اقتراب غروب الشمس منذ بداية رمضان، يبدأ عشرات الموريتانيين في التوافد إلى خيمة أقامتها إحدى الجمعيات، لتوفير وجبات إفطار مجانية، لتصبح مثل هذه الخيام ملاذا للفقراء.

يتوزع المتطوعون الأدوار في هذه الخيمة، لتسهيل عملية تقديم وجبات الإفطار، فمنهم من يتولى تحضير التمور وتوزيعها، ومنهم من ينشغل في تحضير الشاي، المعروف في اللهجة المحلية بـ"أتاي"، فهو أول ما يتناوله الصائم في موريتانيا بعد التمر والماء.

ويتناول الموريتانيون الشاي في رمضان خمس مرات في الليلة، وتستغرق عملية تحضيره جهدا ووقتا.

عند بوابة الخيمة يرابط شاب لاستقبال الصائمين الراغبين في الإفطار، حيث يستقبلهم بابتسامة وترحيب، ويرشدهم إلى أماكن الجلوس المخصصة لهم.

ومنذ سنوات لوحظ انتشار كبير لخيام إفطار الصائمين المجانية، فلا يكاد يخلو حي فقير في نواكشوط من خيمة، ولا تكاد تخلو ساحة عمومية أو ملتقى طرق رئيسي من خيام مشابهة.

ويقدر عدد الخيام الخاصة بتقديم الإفطار المجاني للصائمين في نواكشوط وحدها بالمئات، وتشرف عليها في الأساس جمعيات غير حكومية، تتلقى تمويلا من رجال أعمال وخير، ويتولى إدارتها متطوعون تزداد أعدادهم بشكل مستمر كل سنة.

معاناة الفقراء

ويعد الفقراء والمارة، ممن يدركهم وقت الإفطار دون الوصول إلى وجهاتهم، أكثر المستفيدين من خيام الإفطار.

وقال رئيس جمعية "بسمة وأمل" (غير حكومية)، محمد ولد محمد باباه: "يوجد إقبال متزايد على خيام الإفطار سنة بعد أخرى؛ نظرا لجودة الموائد التي تقدمها هذه الخيام مجانا إلى الصائمين".

وتابع "ولد محمد باباه"، في تصريحات للأناضول، أن "خيام الإفطار ساهمت بشكل كبير في التخفيف من معاناة آلاف الفقراء العاجزين عن توفير وجبات إفطار".

ومضى قائلا إن "جميعة بسمة وأمل سارعت مع بداية شهر رمضان المبارك هذا العام إلى ضرب خيام إفطار في أماكن مختلفة من العاصمة، بعضها أمام مستشفيات، لتقديم وجبات إفطار لذوي المرضى، وأخرى في ساحات عمومية وعند ملتقيات الطرق الرئيسية، وأخرى في أحياء فقيرة".

إقبال على التطوع

وأضاف ولد محمد باباه: أن "جمعية بسمة وأمل، كغيرها من الجمعيات، تعمل أيضا على تنظيم إفطار لأعضائها مع أسر فقيرة في ضواحي نواكشوط، كما تنظم موائد إفطار خاصة بطلاب معاهد العلوم الإسلامية".

وختم بأن "الراغبين في العمل التطوعي في أوساط الشباب يتزايدون بشكل كبير، وهو ما سهل من مهمة جمعية بسمة وأمل، وغيرها من الجمعيات".

وتقدر السلطات الموريتانية نسبة الفقر في البلاد بـ31% من مجموع السكان البالغ عددهم قرابة 4 ملايين نسمة، وفق والي ولاية "الترارزه"، صال صيدو، في تصريحات صحفية، فبراير/ شباط الماضي.

وعلى أمل المساهمة في تشغيل الشباب وتثبيت الأسعار، فتحت الحكومة الموريتانية، منذ قبل رمضان، 12 نقطة بيع لتوفير المواد الغذائية الأساسية بأسعار مخفضة، ورصدت، وفق تقارير إعلامية موريتانية، لهذه العملية 940 مليون “أوقية (حوالي 2.7 مليون دولار).

المصدر: الأناضول